رأي

عن علاقة الصدر والحكيم والمالكي بالمرجعيات وخاصة السيستانية

عن علاقة الصدر والحكيم والمالكي بالمرجعيات وخاصة السيستانية

علاء اللامي

قد تختلف مع الباحث الرصين والمتابع المتخصص فتخرج مستفيدا من علمه ومعلوماته حتى لو بقيت على خلافك العميق معه، إضافة إلى أنك تربحه كإنسان. و قد تختلف مع "المتثيقف الهتاف" والذي يهتف ويردح يوما للمالكي ثم ينقلب عليه فيردح في اليوم التالي للصدر، وقد يرشح نفسه على قوائم الحكيم الانتخابية في اليوم الثالث، وقد يكتب في اليوم الرابع مقالة رنانة يصفق فيها "لثورة الكتلة التاريخية العملاقة والتي ستدخل التاريخ كيوم حاسم ومفصلي في تاريخ العراق شاركت فيه الطبقات الفقيرة التيار الإسلامي والتيار المدني بدعم من المرجعية الدينية التي تؤيد الدولة المدنية!" فتخسر وقتاً وعلاقة، وتربح صداعا وتشوشا وارتفاعا في ضغط الدم والسكر و "بلاوي= بلايا" أخرى.   قبل أيام قليلة كان لي حوار مع أحد الأصدقاء المتخصصين والمتابعين لشؤون المرجعية النجفية الشيعية، و رغم أنني اختلفت معه، وما أزال مختلفا معه في الكثير من الأمور التي ناقشناها، ولكنني تعلمت وعلمت منه الكثير ... هذه بعض الخلاصات ذات العلاقة بما يحدث اليوم في العراق وداخل الطائفية السياسية الشيعية تحديدا، أعيد تلخيصها هنا للتفكير بها مليا وتحليليها لا لتصديقها والتعاطي معها كحقائق لا تقبل النقاش على الطريقة " الببغاوية" مع أنني أرجح أن هذا الواقع المتشظي والمتأزم بشكل خطير ينطبق على ساسة وزعماء المكونين المجتمعيين العراقيين الآخرين أي الكردي والعربي السني إلى هذه الدرجة أو تلك:   -لا يوجد أي تحالف حقيقي بين الصدر والحكيم، رغم أنهما يتفقان على هدف واحد هو إطاحة حزب الدعوة من الحكم وتهشيمه، باستغلال واقع فساده، ولكنهما يختلفان في العمق وطوال عمرهما السياسي والمرجعياتي على أمور كثيرة وأساسية. ولهذا يحاول عمار الحكيم أن يميز نفسه عن مقتدى الصدر ويحاول حتى اليوم ورغم ما يقال عن تحالفهما أن يتخذ دور الوسيط والمصُالح بين الصدر والطرف الآخر أحيانا "لمنع التصعيد" كما يزعم، فهل يمكن أن يكون الحليف وسيطا مع حليفه وخصمهما المشترك؟   -لا علاقة لاستقالة عادل عبد المهدي بالنزاهة والزهد بالمنصب وهرطقات أخرى بل هو هروب يشبه هروب فئران السفينة الغارقة لأسباب تتعلق بعبد المهدي نفسه ورؤيته "الاستشرافية" لما سيحدث قريبا في المشهد السياسي العراقي، وليس بحزبه بشكل مباشر، فحتى عمار غاضب من هذه الاستقالة التي ربما كان يعتقد أن من الممكن استغلالها "سياسيا" كورقة ضغط وعدم التسرع بطرحها وتنفيذها "من طرف واحد" !   -المرجعية السيستانية والمرجع محمد سعيد الحكيم لا يؤيدان الصدر بل ولا يطيقانه بأي شكل كان، بل وكان المرجع محمد سعيد الحكيم يعادي مقتدى أحيانا عداء مُرّا، ورأيه به معروف وعدواني جدا وموثق بالفيديو، أما المرجع السيستاني فلا توجد له أيه علاقة بالحكيم "عمار" وسبق له أن رفض استقباله أكثر من مرة وقبل أن يقرر رفض استقبال السياسيين الآخرين.   -نوري الملكي ومعه حزبه مغضوب عليهما من المرجعية غضبا لا غفران سياسيا بعده، ليس بسبب سقوط الموصل و تفاقم الفساد وبروز الفردانية والتسلط في الحكم كما يشيع البعض بل وتحديدا منذ صلاة المالكي خلف المرجع محمود الهاشمي الشهرودي في السنة الثانية من ولايته الثانية خلال زيارته الى إيران ومبايعته له ضمن مفاهيم "التقليد الفقهي الديني الشيعي". هذه الحادثة التي لم يفطن لأهميتها الكثيرون كانت هي القشة التي قصمت العلاقة بينه وبين مرجعية السيستاني، أما بالمرجعين بشير النجفي و محمد السعيد الحكيم فعلاقة المالكي بهما "خربانة حيل" منذ البدية.   -الجميع مشوشون ومذعورون أحزابا و مرجعيات و زعماء من مختلف الأحجام وليس من المستبعد : أن تعجز طهران و واشنطن مجتمعتين عن إعادة قطار العملة السياسية الطائفية الفالت إلى سكته، وقد تتفاقم الفوضى وتبلغ درجة الانقلابات العسكرية و التمردات المسلحة بين أحزاب ومليشيات النظام القائم. المطلوب الآن هو حماية دماء وأرواح وممتلكات العراقيين من حروب الطائفية السياسية داخل الطائفة الواحدة والتي إن شبت فلن تبقي ولن تذر ...   -يجب منع الحروب الأهلية "الداخل طائفية" أولا، دون التخلي عن مهمة تسهيل تفكيك النظام الميت سلميا تمهيدا لإطلاق عملية سياسية عراقية بدلا من العملية السياسية الأميركية الجثة و التي ‫#‏حلهافيحلها !   *كاتب عراقي

مقالات أخرى للكاتب