رأي

النسخة الريغانية- الترامبية في السياسة الخارجية

النسخة الريغانية- الترامبية في السياسة الخارجية

ياسر عبد الحسين

  رغم ان الصورة لازالت بحاجة الى المزيد من الفهم والبحث، لكن اسجل ما يلي:   من يريد ان يفهم سياسة ترامب (مقدم البرامج السابق) الخارجية عليه ان يعيد فهم ظاهرة رونالد ريغان (الممثل السينمائي السابق) وخصوصا في الشأن الاقتصادي والتركيب العضوي لرأس المال قبل وبعد الحرب الباردة، فضلا عن النظام النقدي وزيادة انتاج الطاقة، واعادة الجسد الاقتصادي الأمريكي المعاق الذي يواجه شبح التنين (الصيني) وربما تقارب أمريكي– روسي يخفف تلك المواجهة المرتقبة عبر القدرة التنافسية القومية عبر مشاريع الطاقة فضلا عن استمرار التفوق الأمريكي في مجال (التكنولوجيا المعلوماتية، والنانو، ومجالات الفضاء).   ادارة ترامب لعملية صنع القرار في السياسة الخارجية الامريكية أقرب الى عقلية ادارة شركة اقتصادية عملاقة وقوانين الطلب والعرض والسوق المفتوحة.   وفق المعادلة اعلاه، ستكون الصين في المواجهة رقم 1، وبعكس وجهة نظر صاحب مدرسة القوة الناعمة جوزيف ناي Joseph Nye بانه لا تحتاج الولايات المتحدة الأمريكية إلى سياسة احتواء للصين، فالدولة الوحيدة القادرة على احتواء الصين هي الصين على حد قوله.   يقول زبغنيو بريجينسكي Zbigniew Brzezinski في كتابه (الفرصة الثانية): يميل الروساء الذين يتوجهون الى السياسة الخارجية الى الاعتماد بشدة على مستشاريهم للأمن القومي والى رفع شأنهم، والروساء الأكثر انشغالا بالقضايا الداخلية الى تفويض وزراء الخارجية بالسياسة الخارجية ويعهد اليهم بحرية التصرف (الفرصة الثانية، ص 14-15).   وفق الرؤية اعلاه فان لا غرابة في اختيار مدير شركة اكسون موبيل ريكس تيلرسون Rex Tillerson كوزير للخارجية لانه بارع في عقد الصفقات العالمية على حد قول ترامب، وعليه استراتيجية سياسة الصفقات، او السياسة الخارجية الأمريكية من وحي الاستثمار الأقتصادي من وحي ادارته للشركة النفطية التي تعد خامس أكبر شركة أمريكية (السياسة الخارجية كاستثمار، وغرفة مجلس ادارة).   فريق مجلس الامن القومي الأمريكي (وهو موضوع أطروحتي في الماجستير) بدأ بالأكتمال مع وجود مايكل فلين Michael T. Flynn  والذي يرى ضرورة مواجهة ما يسميه تهديد المتطرفين الاسلاميين، وأنه يجب على الولايات المتحدة الأمريكية القيام بالتالي:   أولا: تحالفات جديدة ذات قيمة (الأمريكي – الروسي).   ثانيا: الدفاع القوي هو أفضل رادع، وفق مقولة جورج واشنطن( أن تكون مستعدا للحرب، هي واحدة من أكثر الوسائل الفعالة للحفاظ على السلام ).   ثالثا: التعددية في السياسة الخارجية، عبر التعامل بحكمة بين أنظمة مستقرة وديمقراطية ليبرالية من جهة، والأنظمة الشمولية - في كثير من الأحيان من خلال (الرسوم المتحركة) أيديولوجية شريرة - من جهة أخرى.   رابعا تحديد العدو الحقيقي، ولهذا يقول فالون (نحن بحاجة إلى أن نكون اكثر وضوح، حول من نقاتل نحن)، معتقدا ان ريغان دخل التاريخ عندما سمى السوفييت امبراطورية الشر، وكان محقا في ذلك، ثم وفي سجلات التاريخ، (من الخطأ أن نعتقد أن التحدي الذي يواجهنا هو التعامل مع مجموعة غير محددة من المتطرفين الذين يمارسون العنف أو الجهات الفاعلة هي مجردة من أي أيديولوجية، ولكن هذه ليست الحقيقة، خصومنا في جميع أنحاء العالم هي المتشددين الاسلاميين).   خامسا: مهاجمة الانعزالية، وأي شكل من أشكال الانسحاب الأميركي (العقدة الجمهورية).   سادسا: السياسة الخارجية الناجحة تعتمد على استراتيجية طويلة الأجل والتي تجمع بين الازدهار الاقتصادي في الداخل، ودعم القوة العسكرية ( الجيواقتصادية – الجيوعسكرية).   سابعا: الدعوة الى استراتيجيات مختلفة وليست ثابتة ( القيادة التحويلية).   يتبع...

مقالات أخرى للكاتب