ثقافة

صادق جعفر.. عازف عراقي باتت ألبوماته الأكثر مبيعا في الخارج

صادق جعفر.. عازف عراقي باتت ألبوماته الأكثر مبيعا في الخارج

بغداد - العالم الجديد

    موسيقي يعزف على آلته بكل براعة، فتتحول الآلة الموسيقية على يديه إلى جدار عازل يتصدى للحروب، لينشر رسائل حب وسلام على هيئة مقطوعات موسيقية، هذا هو الحال مع عازف العود العراقي صادق جعفر، الذي انتابه همُّ السلام في زمن فرضت فيه الحروب سطوتها، وأحرقت بقايا النور، ليضيء بموسيقاه شمعة، ويزرع بأوتارها وردة بيضاء.   مع العود كانت له حكاية، كتب حروفها بإبداع لا مثيل له، فأثار الأحاسيس والمشاعر، وصافح السلام والنور، ومضى مع عوده معانقاً إياه بكل الحب، ومعلناً الوفاء لشغف تملكه حتى بات جزءاً لا يتجزأ منه.   صادق جعفر، الذي صنع له في عالم الموسيقى اسماً لامعاً، فأوصل صوت موسيقاه إلى الغرب، حتى باتت ألبوماته من أكثر الإصدارات مبيعاً في الخارج.     تقدير مفقود   عن ضيقه من حال الموسيقي العربي اليوم، عبَّر صادق جعفر لصحيفة «البيان» الاماراتية، قائلاً: للأسف، الموسيقي الحقيقي في بلداننا العربية لا يحصل على التقدير الذي يستحقه، مقارنة بنظيره التركي أو الغربي، فالموسيقي في تركيا له مكانة عالية، ويعد أشهر وأهم من المغني، على عكس ما يحدث في البلدان العربية، كما أن أسعار ألبومات الموسيقى أغلى من ألبومات الغناء، بسبب قيمتها الثقافية والفكرية. ولفت صادق إلى أننا بحاجة لزيادة الوعي بأهمية الموسيقى لدى الأجيال الجديدة، وقال: من النادر أن نجد بيتاً في تركيا لا يحتوي على آلة موسيقية، وهذا يدل على قيمة الموسيقى ومكانتها، إذ تتعامل المدارس معها كمادة أساسية كالرياضيات، مع اختبارات لتقييم مستوى الطالب، وهذا يفرض احترام الآلة ويعزز قيمتها في نفوس الأبناء.     طبيب نفسي   وأكد صادق أن الموسيقى أفضل طبيب للنفس والروح، لافتاً إلى تأثيرها الكبير في تهدئة الشخص، ومستنكراً عدم الاهتمام بها من قِبل شركات الإنتاج، وقال: أتعجب من عدم وجود أي برنامج موسيقي متخصص على قنواتنا العربية، فنحن بحاجة ماسة لبرامج تعانق الموسيقيين الانفراديين، وفرق الأوركسترا، لتقدم موسيقى صرفة ترتقي بالذائقة السمعية، وتثري ثقافة وفكر الجمهور، وللأسف، فأغلب برامجنا غنائية، والمشكلة الأكبر أن أعضاء لجان التحكيم التي تستضيفها برامج المواهب، ليسوا متخصصين بالموسيقى، و99% منهم لا يمتلك إلا معلومات ومعرفة متواضعة جداً بها.   وانتقل صادق بحديثه إلى الألبومات الموسيقية، مشيراً إلى أن إصداراته تلقى إقبالاً من المستمع الغربي مقارنةً بنظيره العربي، وقال: ثقافة الاستماع للموسيقى ليست موجودة لدينا، ولذا تلقى ألبوماتي نسبة مبيعات عالية في الغرب مقارنةً بالوطن العربي. ونوه إلى أن شركات الإنتاج لا تتولى مهمة إنتاج الألبومات الموسيقية، لتكتفي بالتوزيع فقط، لافتاً إلى أن ألبوماته كانت من إنتاجه الخاص، وقال: لا أبخل على إصداراتي، فهي التي توصل فني للجمهور، وفي ألبومي الأخير «تنويعات العود» سجلت الأغنيات بين كندا ومصر ودبي، وحقق الألبوم نسبة مبيعات عالية غطت تكلفة الإنتاج، وبرأيي أن سبب نجاحه يعود لجودته العالية.     لقمة عيش   وعزف صادق جعفر مع عدد من أهم وأبرز نجوم الغناء في الوطن العربي، إلا أن ذلك لم يشبع شغفه، وعن ذلك قال: تشرفت بالعزف مع كاظم الساهر ومحمد عبده وراشد الماجد وعبد المجيد عبد الله وحسين الجسمي وأحلام، ولكني لم أجد نفسي يوماً في العزف وراء مغنٍّ، وعزفي مع الفنانين كان من أجل لقمة العيش ليس إلا، لكن شغفي ومتعتي الحقيقية تكمن في التأليف الموسيقي والموسيقى التصويرية والمشاركة في المهرجانات الموسيقية المتخصصة.     انتقاء   كونه صاحب ذوق رفيع في الانتقاء، أكد صادق جعفر أنه لا يستمع للكثيرين ممن اقتحموا مجال الموسيقى، إذ ينتقي من بينهم أصحاب الإبداعات الحقيقية، وقال: أستمع للموسيقار عمر خيرت، وللموسيقي الرائع ياني، كما لا أتنازل عن حقي في الاستماع للمبدعين منير بشير وجميل بشير.  

مقالات أخرى للكاتب