رأي
نهاية الشهر الماضي أعلنت منظمة اليونسكو للتربية والعولم والثقافة قائمتها السنوية لـ"مدن الابداع" عام 2014، القائمة ضمت 28 مدينة من شرق هذا العالم وغربه، منها على سبيل المثال: مانهايم، وهانوفر من المانيا، وهلسنكي من فنلندا، وفلوريانوبوليس من البرازيل، وبوسان وغوانجو من كوريا الجنوبية، وبيلباو وغرناطة من إسبانيا، ودندي ويورك من المملكة المتحدة، ودودين من نيوزيلندا، ووهاماماتسو تسورووكا من اليابان، ولينز من النمسا، وتورين من إيطاليا.
وبكل اعتزاز وفخر للأسف الشديد خلت القائمة التي تهدف إلى تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لمدن هذا العالم من جميع المدن العربية، فلا البلدان الفقيرة قادرة على تقديم مدنها بأسلوب يليق بها ولا البلدان العربية الغنية تجد نفسها معنية بذلك، مع هذا الهوس المفرط بنموذج مانهاتن الامريكي العمراني.
المدن العربية تخلت عن مخزونها الثقافي الغني وفسحت المجال امام المدن الاخرى بما فيها تلك المدن التي لا تملك تاريخا ثقافيا غنيا، لكن الأخيرة عملت بجهد ونشاط في السنوات الأخيرة فحجزت مكانتها بين أهم مدن العالم المعنية بتعزيز قدراتها الابداعية على ساحتها المحلية، كما تسهم في دعم عمل اليونسكو في مجال التنوع الثقافي.
المشروع أطلقته منظمة الامم المتحدة منذ عقد من الزمن، وتحديدا في تشرين الأول 2004. ألم يكن عقد من الزمن كافيا لكي تلتحق بعض المدن العربية بركب المدن العالمية من خلال تأهيل البنية الثقافية والفنية ضمن حدودها الدنيا! خصوصا وأن المشروع يتضمن مجالات سبعة هي: التصميم، والأفلام، والفنون الشعبية، والأدب، والموسيقى، والطبخ، والفنون الإعلامية.
بين مئات المدن العربية لم تدخل في المناسبات السابقة الا مدينة زحل اللبنانية عام 2013 في مجال الطبخ، ومدينة اسوان المصرية للفنون الشعبية عام 2005 وهذا مؤشر سلبي كبير بالقياس لعدد المدن العربية الكبير اضافة الى ان المنطقة العربية تعاني صراعا شديدا ومرا مع القوى الظلامية الارهابية ما يحتم على الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني والنخبة المثقفة الاهتمام المتزايد بتفعيل النشاط الثقافي والفني ورفع مستوى الوعي عند المواطنين من أجل محاربة الإرهاب والتطرف بأسلوب حضاري يحاصر الأدمغة المفخخة.