ثقافة

قصيدتان

قصيدتان

عبدالكريم كاصد

(بعيداً هناك)

 

إلى الشاعرة سارة ماغواير التي غادرتنا في اليوم الأول من هذا الشهر (2017 -1957)

 

المقاهي مضيئةٌ والحانات

الساحات

مشغولةٌ بأزهارها

معلنةٌ في الليل:

"إنّهُ الفجر"

وبعيداً هناك

بثوبٍها الخفيف..

الأبيض

وعينيها الساهرتين

"حجرتين استحالتا"

تعود بردانةً في الطريق

بعيداً عن الضوء

بعيداً عن الليل

بعيداً عن الأحياء

بعيداً عن الموتى

وتدخلُ مقبرةً

 

 

(ضفائر القصب)

 

أيها الشبح.. يا منْ تطاردني!

قفْ..!

"رائحةُ دمّْ"

*

سوداء

عباءتُك يا أمّي

سوداء

*

بوجهٍ طينيٍّ

وضفائرَ من قصبٍ

يزيّنون طفلةً للعُرس

*

آخ آخ آخ آخ آخ

صارخةً في الشارع

أجرّها حقيبتي القديمة

*

حتى في أحلامهم

يصرخون بالموتى

أن يناموا

*

كم تبدو الجنازات نظيفةً

حين تمرّ

في الغبار!