رأي

دبلوماسية الكرز

دبلوماسية الكرز

جمال الخرسان

اعلن مؤخرا عن اهداء اليابان مجموعة من اشجار الكرز الى امانة بغداد اعتزازا بمرور الذكرى الثمانين على بداية العلاقات اليابانية العراقية، اشجار الكرز تمثل خطوة مهمة في اطار دبلوماسية الكرز التي تتبعها اليابان كما هو حال دبلوماسية الباندا التي برعت فيها جارتها الصين. وكما ارتبط الباندا بالثقافة والمهرجانات الصينية ارتبطت شجرة الكرز باليابان والثقافة اليابانية وهناك مهرجان ربيعي شهير عالميا باسم "مهرجان "هانامي" او مهرجان الكرز يقام في اليابان وبلدان مختلفة.

 

ان الصين واليابان حرصتا على استثمار شجرة الكرز و دببة الباندا كورقة دبلوماسية فاعلة، يتم التفاهم على منحها او بيعها للاخرين كعربون محبة وصداقة وتقارب بين اليابان والصين من جهة وبين مختلف بلدان العالم.

 

فالصين من جهتها لم تعد تعتبر الباندا مجرد حيوان مهدد بالانقراض، بل رمزا صينيا وسفيرا للصداقة مع بقية بلدان العالم ايضا، خصوصا وان خروج أي باندا خارج الصين لن يكون مسموحا به الا بعد توقيع الرئيس الصيني. وتعود اول حالة اهداء باندا من قبل الصين في العصر الحديث الى العام 1957 حينما تم اهداء الحيوان اللطيف الى الاتحاد السوفيتي. كما اهدت الصين عام 1972 اثنين منه الى أميركا خلال زيارة نيكسون الى الصين.

 

شجرة الكرز ورغم انها ليست مهددة بالانقراض كحال دب الباندا لكن اليابان نسجت حولها رمزية واهمية كبيرة في الثقافة اليابانية واهتمت بكل ما يحيط تلك الشجرة وسوقت ذلك بشكل جيد حتى أصبحت بمثابة الراعي الرسمي عالميا لشجرة او حتى مهرجان الكرز. في هذا السياق بامكاني الحديث عن تجربة عشتها شخصيا في العاصمة الفنلندية هلسنكي حول الكرز، اذ ينظم سنويا مهرجان (هنامي، الكرز) في احدى حدائق العاصمة الفنلندية شهر أيار من كل عام، ويستقطب المهرجان اعدادا كبيرة من الزائرين.

 

المهرجان ينظم في حديقة تنتشر فيها أشجار الكرز التي اهدهتها اليابان الى فنلندا عام 2007، وابتداءا من العام 2009 بدا تنظيم المهرجان الذي يفتتحه السفير الياباني سنويا وتقام فيه العديد من الفعاليات الرياضية والثقافية وسط الجمهور، ارتبط المهرجان وموقعه إضافة لشجرة الكرز بالثقافة اليابانية واستطاع تقديم صورة نقية جدا عنها. قبل ذلك وظفت اليابان تلك الورقة في التقارب بلدان عديدة منها امريكا والصين.

 

فهل يا ترى سوف تتحول أشجار الكرز الى تجربة ثقافية ورياضية فاعلة بين البلدين بحيث يتم استغلالها في مهرجان سنوي حافل من قبل الجهات المعنية في بغداد.. نتمنى ذلك، لكن الامنيا لوحدها لا تكفي في تفعيل طموح من هذا النوع.

 

مقالات أخرى للكاتب