رأي
بين اندهاش العالم وعدم مبالاة ترامب ونتانياهو تُستقطع الجولان المحتلة أصلاً من سوريا وتضاف إلى اسرائيل بمباركة أمريكية وفرحة إسرائيلة.. دولة اسرائيل (المترهية) جداً هذه الايام في ضم ما كانت تحلم بهِ وتخطط لهُ على مدى القرن الماضي والحالي، تقول للعالم والعرب خاصة، أصبحتُ أكثرَ قوةً وسأضم ما تسمونه احتلالاً من أراضٍ ومدن ومقدسات، واعملوا ماشئتم: انتفضوا.. فجروا أنفسكم.. ارموا الحجارة.. ادهسوا المارة في شوارع تل ابيب.. اطعنوا من شئتم من جنودنا وضباطنا في محطات المترو ونقاط التفتيش.. واطلقوا صواريخكم المعبأة بالبارود الايراني، فإن رائحتها تذكي النفس الانتقامية لدينا وتمنحنا القوة والفرصة لشن الحروب الدبلوماسية والعسكرية لمكافحة الارهاب والتطرف، الذي كنا نحن من ابتدعهُ ونمارسهُ، لكننا الآن نُلصقهُ بكم رغماً عن أنوفكم.
ما تقومونَ بهِ يذكرنا بمحاولات من سبقوكم في هذا المجال، هل تذكرون من أطلق صواريخ الحسين والعباس والصمود في بداية تسعينيات القرن الماضي؟ وهل تذكرون ياسر عرفات وخليل الوزير وصلاح خلف والمهندس يحيى عياش والشيخ أحمد ياسين؟ أين تضحياتهم وبطولاتهم؟ لقد ضاعت بغبائكم وتفرقكم وتشرذمكم، أنتم امةٌ أصبحت متهرئة وقابلة للزوال ونحن نمسك بالمشرط ونقطع مانشاء ونبقي ما نشاء.
إياكم ومحاولة الاعتراض وتحشيد الحشود للمظاهرات المليونية التي كنتم تخيفوننا وترعبوننا بها، أيام كنتم تَدعمونَ أصحاب الحقوق المسلوبة وتشدونَ بها أزرَ نضال الفصائل الفلسطينية في انتفاضاتهم وحروبهم في الضفة الغربية وغزة والقدس والجولان وجنوب لبنان.
إعتراضكم وإنْ وصل الى أقصى الصين، فهو كاذب وغير صادق وغير مجد ولن يردعنا أو يخيفنا مثلما كان يهدد وجودنا في السابق، وقرارات جامعتكم المحتضرة وقرارات مجلس الامن الدولي لم تعد تفِ وتحقق أهدافها معنا، هل تذكرون سلسلة قرارات مجلس الأمن التي تمنع تهويد القدس واحتلالها منذعام 1947- 1948- 1968- 1969- 1971-1980- 1990- 1996- 2016- 2017؟ وهل تذكرون اشهر قرارات مجلس الامن 242 لسنة 1967؟ الذي يدعو اسرائيل إلى الانسحاب من غزة والضفة والجولان وسيناء. كلها تجاوزناها ولم تعد ذا تأثير على استمرارية احتلالنا لفلسطين ومواصلة احتلال الاراضي العربية إلى أنْ تكتمل الدولة اليهودية الموعودة.
كامب ديفيد ووادي عربة إتفاقيات وقعناها بسبب ضغط حروبكم في 1948- 1967- 1973، لا نقول نادمون على تلك الاتفاقيات، بل نقول إنها كانت إجراءات تكتيكية وقعت في حينها، وقد يأتي اليوم الذي نجعل منها مجرد أوراق في الأرشيف اليهودي. وقد عبر متطرفونا وسياسيونا عن ذلك عندما اغتالوا عرابي السلام رابين وعرفات ومنعوهم من إكمال اتفاقية أوسلو.
وإن اعترضت فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبقية دول العالم المتحضر وغير المتحضر على ضم الجولان ، فانهم سيرضخون يوماً ما ويسكتوا كما سكتوا سابقاً على تجاوزاتنا في القدس والضفة وغزة وغيرها من الاراضي المحتلة . ماضون بتنفيذ ما نطلقهُ ونسربهُ من خطط وستراتيجيات منذ زمن كبيرنا هيرتزل ومن تلاه بن غوريون وموشي ديان وشامير وأخرهم نتانياهو.مالكم إلا أنْ تفكروا بصفقة القرن وتمرورها ..
رسائلنا واضحة ولم يعد هناك مانخفيه عنكم، إنكم الآن في وضع مزرِ ونحن أقوى من أي وقت سابق. استعدوا لمزيد من المفاجئات، لم يعد لكم إلا أن تتقبلوا وتتكيفوا مع الوضع الجديد، أو تطلقوا صواريخ القسام التي تغذي انتقامنا وتدفعنا لقتل المزيد من ابنائكم وهدم ما تبقى من مدنكم.
ردنا على ذلك نحن العرب والمسلمين وباختصار شديد، نحن ابناء هذه الامة العريقة الكبيرة وإن انتكست رايتنا وتلطخت أيدينا، ستزول دولتكم وإن رفعتم رايتكم في بغداد والقاهرة ومكة، حتماً ستعطونا درساً ينهض به جيلٌ جديد يقتلع دولتكم من جذورها ويرميها في البحر، لتزول كما زالت على يد الفاروق عمر وصلاح الدين.
Email: [email protected]