ثقافة
عن دار روافد في بيروت صدر للعلامة السيد رحيم أبو رغيف كتاب "أوطان واديان.. مقاربات في جدل الدين والدولة" في 400 صفحة، ويتناول أسبقية التحقق الموضوعي لأولوية: الأوطان (الدولة) والانسان والاديان، ويطرح أسئلة مهمة حول موضوعية الوطن وتمظهر الدين بسلوكيات وطقوسيات معينة، من قبيل: هل استندت الدولة في تاسيسها الى الاديان أم أنها أسبق منه في الوجود؟ وكيف استمدت الأوطان ديمومتها من الإنسان وبمشاركة الأديان من خلال حضور الخطاب الديني بواسطة الانسان الذي لولاه لتعذر على الاديان التعبير عن كونها فكرة كلية مطلقة ومتعالية قادمة من خارج الاجتماع البشري.
وتطرق الكتاب الى كيفية تبلور الهويات الجماعاتية، لانتزاعها من الاوطان والاديان واحتدام الجدل بينهما، وأحاطت الجماعات الدينية كياناتها بالقداسة لتتيح لها الاستحواذ على الناس بتبني التجهيل وذلك بادلجة النصوص الدينية واستدعاء ما تضمنه الماضي من مدونات وسرديات بدأت تلك الجماعات باشاعاتها بين اتباعها بغية الهائهم بالدفاع عنها بوصفها مقدسات.
وتناول أيضا تفكيك المنظومة والادبيات (الاخوانية)، بوصفها أوضح تعبير وأجلى مصداق للاسلام السياسي المعاصر وحاولنا إماطة اللثام عما أبهم على الآخرين من أحجيات ومتلازمات الاسلام الحزبوي الذي غرق في (وهم المعرفة)، بحسب تعبير ستيفن هوكينج، فضلا عن اضفاء صفة (حراس الدين) واختصاص الفهم الديني بمنظومتهم الفكرية والعقدية البائسة الدوغمائية، وكذلك تم تناول جدل الهويات وتماهياته.
يذكر أن السيد رحيم أبو رغيف باحث مخضرم في الفكر والفقه الاسلامي، وسبق له أن أصدر العديد من الأبحاث والكتب في هذا المجال.