رأي

العراق.. كلمة سواء ونقطة الالتقاء فاحتكموا لها

العراق.. كلمة سواء ونقطة الالتقاء فاحتكموا لها

د. خليل الناجي

انقضت حقبة مظلمة من تأريخ العراق بانهيار النظام البعثي الشمولي في العام 2003 وكان الجميع يمني النفس بأن القادم سيكون أفضل، بل لا يزال البعض يمني النفس بذلك الا أن نظرة فاحصة لمجريات الأحداث وحالة التقاطع والتباغض والتخوين والتشهير والتسقيط وكيل الاتهامات بمختلف أنواعها تجعلنا أمام حقيقة مرّة للغاية مفادها أن القادم لن يكون أفضل من الحاضر بل مرجح جدا انه سيكون أسوأ!!

 

الغريب والمستهجن انك عندما تسأل المتصدين لمواقع المسؤولية في العراق عن أسباب ذلك الفشل يجيبك البعض بأنه يرتبط بوجود إرادة دولية لإبقاء العراق في حالة الفوضى التي يعيشها!!

 

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو.. ما دوركم انتم يا من تتصدرون مواقع المسؤولية؟ هل بإمكانكم أن تقفوا بوجه تلك الارادة وتبطلوا تأثيرها على بلدكم وشعبكم؟

 

واذا كان الجواب (لا) فأعتقد أن عليكم التنحي عن مواقعكم وإتاحة الفرصة لغيركم لعله يستطيع تغيير هذا الواقع المزري.

 

وبالقدر الذي يصر به هؤلاء على اتهام العامل الخارجي بالفشل في إدارة الدولة أجزم انا كمتابع ومواطن ان العامل الخارجي بريء من هذه التهمة براءة الذئب من دم يوسف، بل أجزم أن كل ما يحصل في العراق سببه داخلي بنسبة تقترب من العلامة الكاملة (100%)، فالعامل الخارجي مهما كان قوياً ومؤثراً لا يمكنه الصمود أمام اتفاق الارادة السياسية والشعبية على مواجهته.

 

لذلك أقول أن حالة القطيعة والتناحر والتخوين والانتماءات الفرعية جعلت العراق بلداً ضعيفاً في قراره السياسي والأمني والاجتماعي والخدمي وحتى الثقافي، وجعلت الأطراف الخارجية تعمل على تحقيق مصالحها فيه دون مراعاة لمصلحته ومصلحة شعبه.

 

أعتقد أننا اليوم وأكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى إعادة النظر في حالة الاختناق التي يعيشها البلد، والاحتكام إلى (كلمة سواء) بيننا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولا أظن اننا نفتقد إلى هذه الكلمة على الرغم من كل التقاطعات التي تعيشها الأطراف المؤثرة في المشهد العراقي.

 

ولعل الكلمة السواء الأكثر الحاحاً بالاحتكام لها اليوم هي (العراق) فهو المحور الذي يمكن لجميع الأطراف المتناحرة الاجتماع عنده بوصفه نقطة اللاخلاف التي يمكن أن يلتقي عندها الجميع.

 

احتكموا للعراق وقدموا مصلحته على مصالحكم ستضمنوا رضا ربكم وشعبكم وحاضركم ومستقبل أبنائكم.

مقالات أخرى للكاتب