رأي
فوز أسود الرافدين على المنتخب الإيراني فوز كبير ورائع في مباراة هائلة وتاريخية "تكزبر الجلود"، لكن هذا الفوز لا ينبغي أن يجعل الفريق الفني لمنتخبنا، وفي مقدمته المدرب المحنك راضي شنيشل، يتجاهل أو يتناسى الأخطاء الخطيرة التي حدثت في هذه المباراة وضيعت الفوز المتحقق مرتين قبل اللجوء إلى ضربات الجزاء الترجيحية وتدخل العارضة التي صدت ضربة اللاعب الإيراني ما قبل الأخيرة.
أيضا، كانت تداعيات أجواء الاحتفال في بغداد والمحافظات وسقوط قتيلين بينهما طفلة صغيرة وعدد من الجرحى بلغ عددهم حسب وزارة الصحة حتى مساء السبت 98 شخصا، برصاص الفرح الطائش، محزنة ومدعاة للأمل والعمل على أن لا تتكرر. وكم تمنيت من قائد الأسود الكابتن يونس محمود أن يُضمِّن كلمته بهذا الصدد لجمهورنا الرياضي ليلجأ إلى وسائل سلمية ومبدعة أخرى للتعبير عن الفرح بالانتصارات غير إطلاق النار العشوائي، خصوصا وأن كلمته مسموعة ومحبيه كُثر.
كلمة أخيرة إلى الإعلام الإيراني وبعض الصحف العنصرية الصفراء فيه والتي عبرت في بعض رسوماتها وتعليقاتها عن عداء غير مبرر ومرفوض للعراق والعراقيين والعرب عموما ومنها شعارها الكريه (عراق مال خودمونه = أي: العراق مُلكنا) وحسنا فعل المدون العراقي أحمد الياسري حين رد عليهم بلغتهم (عراق كه مال خودمونه... مال خودتوند نيست) أي (العراق مُلكنا وليس مُلككم!).
ومع ذلك، نتمنى التوفيق لمنتخب إيران في مبارياته القادمة، ونذكر صحافتها بأن العراق عراق وإيران إيران فكفوا عن العبث والاستفزاز يا جيران.
ولكن يبدو أن الجيران، الرياضيين الإيرانيين، لن يكفوا عن البحث عن المشاكل، فبعد أن انتهت المباراة الأخيرة بهزيمتهم، وانصرف الجميع لشؤونهم وللتحضير للمباريات القادمة في البطولة الآسيوية، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية أن إيران تقدمت بشكوى ضد العراق للاتحاد الآسيوي لكرة القدم لإشراك اللاعب علاء عبد الزهرة في هذه المباراة، رغم أنه، كما قالت الوكالة، موقوف عن اللعب بسبب تعاطيه المنشطات بعد فحص عينة من بوله قبل سنة. وقد أشاع المنتخب الإيراني أن الاتحاد الآسيوي قبل الشكوى وسيصدر قراره خلال ساعات إذا ما صحت هذه المعلومات، ولا يوجد ما يثبت عكسها، خصوصا وأن الجهات العراقية المعنية لم تصرح بشيء حتى الآن، فإن مسؤولية معاقبة العراق وتضييع هذا النصر الثمين ستقع عقلا ومنطقا على صاحب القرار بإشراك اللاعب المذكور. ولكن، مع ذلك، للمرء أن يتساءل، ترى لو كان المنتخب الإيراني هو الذي فاز بالضربات الترجيحية هل كان مسؤولوه سيتذكرون موضوع علاء عبد الزهرة وعيّنة بوله التي فُحصت قبل عام، أم إنها مهنة البحث عن "حب الركي" في الأشياء غير النظيفة؟
نأمل أن تكون هذه الشكوى الإيرانية مجرد زوبعة في فنجان، ونتمنى مخلصين أن يواصل أسود الرافدين تقدمهم نحو كأس القارة.
علاء اللامي: كاتب عراقي