blow the wind – مهدي النفري

-1-
الذئب أو هشاشة أسنان رجل عجوز يحتض ذكرى موته
كن ثملا أيها البحار/ ثمة ليالي لاتغفل عن مكنونات الرأس/ هناك حيث الزهد يعيش وحيدا في لباس اليقين/ لستُ هنا لأصنع المساواة بين الموت في الهزائم أو الهبوط الى الأعلى كي تخاتل الجدران وتبني لك غفلة في قلب ذئب/ أعرف انني شاهد يضرم في الجمرة عقم الملامح / وأعرف جيدا كم ذرية لهذا الليل تسكن في هذه الجذور/ ايها الهشاشة ليس لأن الأيام لاجواب فيها للأجوبة بل لأننا نجلس فينا لنكتشف قوة الأشياء داخلنا وهي تستنبط  ثمر الغفلة تتوهج حولنا وبنا/ ايها الوقت كيف عدوت في هذه الدروب وحيدا وانت تنظر في مرايا الخراب ولاأحد سواك/ كيف ألف سنة والف اخرى لم تصل فيها الى سوط أحلامك / يامن سكن تفاصيل الطعنات كم من نهر لم تلحقه الطمأنينة وهو يدعي الرخاء/ لادليل هناك أيها الانحدارات سوى موسيقى الهوامش/ خذ مني أيها الصمت هذا العجوز النائم وهو يحتضن الحاضر من الاسماء والايام وأكوام من الرماد/ آن لهذا القلب ان يتزع ثياب الأثر ويبلغ بلل التجاعيد
-2-
أيتها الغزالة … ياوريث الكآبة
هل من درب غير المجهول لهذا الغريب ؟
في زهو التجربة عندما أدركت نافذة اليقظة حيث الغفلة مركب يدفع بأشلائي كنت موصولا بعينك / كنت خريطتي الوحيدة التي اجلستني وسط أكوام أخطائي دون ان افرق بين الهاوية وبين موهبة الخذلان/ أنت وحدك كنت مطرا وافرا تنظر إلي بحقد وأنا أتوارى فيك كأنك سلالتي وكأنني عسل رحيقك/ هل أهرقت أنهار عدن وانا المتعطش لحليب فتنتك دون ان اروض هذا الموج لسخاء سياط  فقدك / أيتها الغزاله يانداء الصيادين كم من نزف قادني الى لذة غيابك /
كم من مجهول فتك بالغريب وهو يشعل دربه في البرزخ من أجل خريطة لادموع فيها
-3-
مثل ظل أقترب مني كي تزهر صورتي في القبر
ايتها المعاني ماأسمك ؟
يافرس اليقظة من أنت ؟
منذ خلقت وأنا أتوارى لحظة بعد آخرى محاولا الخروج من عادة القاتل والمقتول/ قلت لقلبي مرارا  كن راعيا جيدا لقطيع المراكب ففي كل اثر هناك هاوية / وفي كل غابة أسئلة لايُحتَفلُ بها / هذا القارب ياظلي زائره الوحيد زبد العتمة فلا تكن مهجونا بالجهات/ لاتكن متاهة الحكاية فيخذلك الوهم وانت تعانق الرغبة/
 ياوريث المطر
يانساج الأفق
يامعول الأماني
كن عاريا منك كي تزهو صورتك في القبر وحيدا
-4-
blow the wind
تخيلت دائما بانني ديناصور هائل / على هيئة جهات لاشرق فيها ولا غرب/ لكنني اعرف جيدا بان الارتفاع بمحاذاة الرأس تعني انني استمع الى موسيقى تشييع العالم / واعرف اكثر انني بهذا الخراب استبيح حلم طفل شدَّ اليقين اليه / هي هوى وانا ادحرج الذاكرة كي تخرج من الهشاشة لتكون الشاهد الاول والوحيد على مرثية الدود وهو يضرم النار في لسان العاشق/
  لاتجلدو الملامح بالنكران فثمة ليل لاينام/ وثمة اشرعة شرطها البلل/ أتأمل الاثر كيف بسلالته يربون هذه الذاكرة بمنأى عن حجر الفقد/ هل أكتفي بهذه المكائد وأسمي النهر صنارة الرجاء ؟ هل استجيب لهذا الفهم واشد الرحال صوب الظنون/ انت ايها الدرب كم من غابة فيك لاثمر فيها غير التأنيب / انت ايها المطر كم من غائب تملكته لعبتك ؟
ايتها الدهشة اريد ان اثني على ندرة الريح في هذه العاصفة/ ايتها اليقظة ياشراهة الصواب ، من يتقن ايواء موتنا دونما موت ؟
 
*شاعر عراقي مقيم في هولندا

إقرأ أيضا