آلاف الأسر في (حديثة) مهددة بالجوع وأسعار الخضراوات والفواكه زادت خمسة أضعاف

  يهدد الجوع آلاف الأسر في قضاء حديثة غرب الأنبار، والذي ما يزال تحت سيطرة…

 

يهدد الجوع آلاف الأسر في قضاء حديثة غرب الأنبار، والذي ما يزال تحت سيطرة القوات الأمنية، بالرغم من الهجمات الواسعة التي شنّها تنظيم “داعش” عليه من عدّة محاور.

 

وبات حديثة معزولاً عن محيطه بعد أن قُطعت فيه الاتصالات وخدمة الانترنيت.

 

وقال الناشط مهيمن الحديثي، الذي تمكن من الخروج من إحدى نواحي حديثة بصعوبة، إن “الأهالي يعيشون في حالة كارثية والجوع يهدد آلاف الأسر وكل شيء نفد من السوق وما تبقى منه وصل إلى أسعار خيالية جداً”.

 

وأشار إلى أن “كيس الطحين زنة 50 كيلو غرام وصل سعره بين 150 إلى 200 ألف دينار وكيس السكر زنة 50 كيلو غرام إلى وصل 150 ألف دينار والرز 25 كيلو بـ100 ألف دينار ولتر زيت الطعام بـ5 آلاف دينار”.

 

وأوضح في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “أسعار الفواكه والخضراوات كالبطاطا والطماطم وصلت إلى 5 آلاف دينار للكيلو الواحد وبقية المواد الغذائية زاد سعرها لأكثر من أربعة أضعاف أما حليب الأطفال فهو مفقود تماماً من السوق”.

 

وتابع الحديثي “الناس استنفذت كل مخزوناتها المنزلية من المواد الغذائية بما في ذلك ما تبقى في بعض المنازل من مخزون التمر”.

 

ووصف الحياة في القضاء بأنها “لا تحتمل”، لافتاً إلى أن “القوات الأمنية لا تستطيع أن توفر أبسط سبل العيش وما يصل”.

 

ويتهم أهالي حديثة القوات الأمنية والصحوات بالإستيلاء على المواد الغذائية القليلة التي تصل إلى المدينة بين فترة وأخرى.

 

وقال محمد الحياني، من أهالي حديثة، أنه “قبل أسابيع دخلت إلى المدينة عدد من سيارات الحمل الكبيرة محملة بالمواد الغذائية واستبشرنا خيراً وتم ركنها في إحدى الساحات وما أن جاء الليل حتى بدأت دوريات قوات الصحوة بالإستيلاء على تلك المواد ومع الصباح الباكر لم تكن هناك لا مواد غذائية ولا حتى السيارات التي كانت محملة بها”.

 

ولفت الحياني في حديث لـ”العالم الجديد” انه “نحن نعيش بطريقة القرون الوسطى فالناس تفتقد لكل ما يمت إلى الحياة بصلة ولا أحد يهتم بالمواطن في حديثة فالصحوات المسيطرة على المدينة تستولي على كل شيء ولا يهمها أمر المواطن عاش أو مات”.

 

وتابع بالقول “ناشدنا الحكومة المحلية في الأنبار بشكل مستمر منذ أشهر للتدخل وإيصال المواد الغذائية للأهالي من قبل لجان محايدة بعيداً عن قوات الصحوة في المدينة ولكن دون جدوى”.

 

وبث ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي مقاطع فيديو لمواطنين من حديثة نظموا وقفة احتجاجية مطالبين الحكومتين المركزية والمحلية بتقديم المساعدة لهم بشكل عاجل بعد نفاذ كل ما يمتلكونه من مال ومواد غذائية.

 

ووصف الحاج مصلح الحديثي أن ما يحصل في حديثة “كارثة إنسانية بكل المقاييس وسط صمت مطبق من المسؤولين في المحافظة”.

 

وقال الحديثي، في حديث لـ”العالم الجديد” أنه “لم تصلنا أية مساعدات غذائية من الحكومة سوى مرة أو مرتين واستولت عليها قوات الصحوة ووزعوها فيما بينهم فيما بقي المواطنون يلوكون الصخر”.

 

وطالب الحديثي رئيس الوزراء بـ”التدخل العاجل لإرسال المساعدات الإنسانية مع لجان محايدة من خارج المحافظة للتأكد من وصولها إلى المواطنين بالشكل الصحيح”.

 

وروى بعض الأهالي ممن خرجوا من المدينة خلال الأيام الماضية شهادات عن لجوء الكثير من الأسر إلى طبخ الحشائش لإطعام أطفالهم الصغار في سابقة لم تمر على المدينة من قبل.

 

إقرأ أيضا