صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

أليس هوفمان: مع الكتاب

 

مؤلفة “متحف الأشياء الغير عادية”، وجدت نسخة من “الحارس في حقل الشوفان” على رف كتب والدتها، “لم أكن أعرف أن هناك كتابا يمكنه مخاطبة القارئ مباشرة بهذه الطريقة”.

 

ما هي الكتب التي تضعينها على طاولة سريرك حالياً؟

 

–       “مراراً وتكراراً” لــجاك فيني، الذي فاتني قراءته في السبعينيات واكتشفت ذلك تواً ــ أنا معجبة جداً بكل الرحلات عبر الزمن. “داخل قصر الأحلام” لــشارل تيبينز، تاريخ فندق تشيلسي، بما أني فتاة تشيلسية. “موت النحل” ليزا أودونيل، أول رواية شرسة قاتمة، بحيث أن قلب صفحة منها يقلب الحكاية الخيالية رأساً على عقب. لا أستطيع الانتظار لقراءة ما ستكتب في كتابها القادم.

 

من هو الروائي المفضل بالنسبة لك من أي عصر؟ وكتابة أي روائي مفضلة لديك في الوقت الحاضر؟

 

–       كل عصر ــ إميلي برونتي، مؤلفة أعظم روايات نفسية كتبت لحد الآن، بشخصيات أغلبها معقدة لم يتخيّلها أحد من قبل. قرأت “مرتفعات واذرنغ” عندما تكون في الثامنة عشرة تعتقد أن هيثكليف بطل رومانسي، وعندما يصبح عمرك ثلاثين عاماً، هو وحش، وفي الخمسين تراه مجرد إنسان. الأعمال الروائية المفضلة بالنسبة لي في وقتنا الحاضر هي أعمال كاتبتنا العظيمة توني موريسون. لا شيء يقارن بنثرها الغنائي، الرائع، نثر ينفطر له القلب.

 

أقنعينا بكاتب مفضل لديك، تم تجاهله ولم ينل التقدير الذي يستحقه.

 

–       بنلوبي لايفلي، كاتبة إنكليزية رائعة ولدت في مصر. أحب كل شيء كتبته: روايات، قصص أطفال، كتب لا قصصية. تمتلك الفضيلة، ولدى شخصياتها عمق حقيقي. “قمر نمر” أول رواية قرأتها لها، روايتي المفضلة، الى جانب بعض من كتبها الأخرى، “كيف بدأ كل شيء” و”الصورة” عوالم خيالية مضيئة وذكية، غالباً ما تركز على شخصية تبحث بالعودة الى تاريخها لمعرفة لماذا سارت حياتها بهذه الطريقة. أسرار عاطفية، النوع المفضل لدي.

 

ما هي متعتك الأدبية التي تشعرك بالذنب؟ هل لديك نوع أدبي مفضل؟

 

–       ليس لدي أي شعور بالذنب تجاه حبي للخيال والخيال العلمي، متعة فقط. كبرت وأنا أقرأ مجلة “الأدب الخيالي والعلمي”. ضحكت في سري على الكيفية التي أصبح بها هذا “النوع الأدبي” تيارا، وكيف أن الرحلة عبر الزمن، الأكوان البديلة والسحر أصبح حدثا يوميا الآن. بالإضافة الى ذلك، لا يمكن لأحد أن يشعر بالذنب لقراءة كتّاب من مثل أورسولا ك. لوغا وفيليب ك. ديك.

 

ما الكتب التي ربما سنتفاجأ بوجودها في مكتبتك؟

 

–       الكثير من البحوث اللاقصصية. نصوص تتعلق بالطقس، التفاح، نيويورك سيتي، علم الآثار، الطب، الأشجار، النجوم، التاريخ الروماني، التصوير الفوتوغرافي.

 

ما هو آخر كتاب جعلك تضحكين؟

 

–       نورا أفرون “لا أتذكر شيئا”.

 

آخر كتاب جعلك تبكين؟

 

–       نورا أفرون “لا أتذكر شيئا”.

 

آخر كتاب أغضبك؟

 

–       اوه، لا، ليس هناك كتاب يجعلني أغضب. ربما يشعرني بالحزن، الضياع، لكن غالباً المتعة والدهشة هي المشاعر المرتبطة بالكتاب. لهذا أنا أُفضل الكتاب على البشر.

 

أي نوع من القرّاء كنت في الطفولة؟ وماهي كتب الطفولة المفضلة لك؟

 

–       كنت قارئة حالمة متحمسة، كما أنا الآن كاتبة حالمة متحمسة. الكتاب معي دائماً، لا يهم أي كتاب، في الباص، في طابور السينما. لا زلت أحب قراءة نفس الكتب التي كنت أحبها في طفولتي. كل شيء كتبه إدوارد إيغر، خاصة “نصف سحر”، سلسلة “براورز”، “ماري بوبينس” حكايات غريمر الخرافية، صحيحة نفسياً، طفل قارئ يستشعر معنى شخصيا عميقا. مواضيع الحكايات الخرافية موجودة في قلب العديد من كتبي.

 

وبعد ذلك، بالنسبة لي، أعظم اكتشاف في عالم القراءة لطفولتي: راي برادبري. الشيء الوحيد الذي تركه أبي خلفه عندما انصرف كان صندوقا من الكتب ـــ قصص خيالية وعلمية. كان من بينها مجموعة برادبري. راي أصبح أبي الأدبي. هو الشخص الذي علمني العالم، وكان معلماً عظيماً. أعتقد أن كل الأطفال في عمر الثانية عشرة يجب أن يقرأوا له (وكل بالغ على أي حال، لكن القرّاء في سن الثانية عشرة هم أفضل القرّاء.) “فهرنهايت 451″ كتاب أمريكي كلاسيكي وعمل عبقري، و”شيء ملعون في هذا الطريق” من كتبه المفضلة بالنسبة لي، بلدة صغيرة من السحر. أحببتهم كثيراً ولا زلت. أعجبني راي ككاتب وإنسان وأتمنى لو كان بيننا الآن.

 

من هم الكتّاب الذين تعتبرينهم أبطال الأدب؟

 

–       توني موريسون، غريس بيلي، إيميلي برونتي، راي برادبري، كل واحد منهم لأسباب مختلفة، وجميعهم أعشقهم. ومعلمي والأستاذ الذي غيّر حياتي في برنامج ستانفورد للكتابة، الكاتب والناقد آلبرت غيرارد. في ورشة العمل كان الواجب الأول صادما للصف: كتابة 50 صفحة في الأسبوع. عندما تم تسليم الصفحات من قبل الطلاب المنهكين، كان معلمنا بدوره مصدوماً. لم يكن جاداً بشأن الواجب. غيرارد كان يريد لنا أن نعرف فقط، بأن الكتّاب يكتبون.

 

أي الروايات كان لها التأثير عليكِ ككاتبة؟ هل هناك كتاب معين جعلك ترغبين في الكتابة؟

 

–       “الحارس في حقل الشوفان” وجدته على رف كتب والدتي. لم أكن أعرف أي شيء عنه أو عن كاتبه، لكن الكتاب أدهشني واستفزني للغاية من الصفحة الأولى. لم أكن أعرف أن هناك كتابا يمكن أن يخاطب القارئ مباشرة بهذه الطريقة. بعد ذلك، عرفت ماذا أريد أن أفعل في حياتي.

 

إذا كان يمكن أن تفرضي كتابا يقرأه الرئيس، أي كتاب سيكون؟

 

–       أكره أن أفرض عليه أي شيء أكثر مما يقوم به بالفعل. أعتقد أني سأرسل له فقط مجلدا لقصائد إميلي ديكنسون، وأتمنى أن يكون له يوم عطلة ليتمكن من قراءتها.

 

لو استضفتِ حفلة عشاء أدبي، أي ثلاثة كتّاب ستدعين؟

 

–       إدغار آلان بو، ناثانيل هوثورن وغريس بيلي. كان لدي شرف القراءة مع غريس لعدة مرات. في إحدى المرات كان هناك احتمال لبعض الخلافات السياسية مع الجمهور. بعصبية، سألت غريس ماذا ينبغي أن نفعل لو سمعنا صرخات استهجان. قالت: “عزيزتي، سننزل الى مستواهم، هذا كل شيء.” وقفت بعد ذلك على صندوق لأنها كانت صغيرة جداً لتصل الى المايكروفون وبسرعة جعلت الجميع يقع في حبها. أعتقد أنها ستفعل نفس الشيء في حفلتي مع هذين التحديين، الرجلين الرائعين.

 

ما الكتاب الذي يحرجك أنك لم تقرأيه الى حد الآن؟

 

–       الأدب الروسي. رغم أن والدي أراد أن يسمي أولاده نيكولاس وأناستازيا، باقي عائلتي الروسية كانت تهرب بعيداً من الماضي، لذا لم أكن أميل أبداً لقراءة الروايات الروسية العظيمة، والآن أنا نادمة جداً. الآن، أخشى أني لن أملك الوقت أبداً لقراءة “آنا كارنينا” قصصي الروسية كانت هي القصص التي تحكيها جدتي عن بابا ياغا، الساحرة التي كانت تعيش في كوخ بُني من أرجل الدجاج في الغابة. لهذا السبب أحببت دائماً العجائز المتوحشات، وأتمنى أن أكون واحدة منهن.

 

ما الكتاب الذي تترقبين صدوره بفارغ الصبر هذا العام؟

 

–       كتاب لا أعرف عنه أي شيء ويحدث أن أتعثر به، كما حدث ذات مرة وأنا أبحث في مكتبة أمي. ستظل هذه أفضل تجربة قراءة: أن تقع في حب كتاب عثرت عليه بالصدفة.

 

 

المصدر: International New York Times

إقرأ أيضا