يواصل أيمن رضا، الممثل العراقي، عمله في الدراما السورية التي دخلها منذ سنوات بعيدة، وقد أنهى مؤخراً تصوير دوره في مسلسل “عناية مشددة”، وهو عمل سوري جديد “يرصد صورة الواقع الأليم الذي يعيشه السوريون وسط الحرب”، من إنتاج شركة “قبنض”، وإخراج أحمد إبراهيم أحمد، عن نص لعلي وجيه، ويامن الحجلي، ويرجح أن يعرض قبل الموسم الرمضاني المقبل.
رضا المعروف بأنه وجه كوميدي يقول في حوار مع CNN بالعربية إنه أقلع عن الأدوار الكوميدية في السنوات الثلاث الماضية لأن الواقع مأساوي “فحينما كنّا نصور مسلسل (سيت كاز) 2011.. يمر كل يوم ثلاث أو أربع شهداء أمامنا” يذكر.
ولا ينوي رضا مغادرة سورية على الرغم من أوضاعها الصعبة التي أرغمت زملاء له على الهجرة، وفي هذا الشأن يقول “القصة لا تقتصر على عائلتي الصغيرة، ثمّة والدتي، إخوتي، وأصدقائي، إذا تركتهم، وأصابتهم قذيفة، أو حادثٌ ما لا سمح الله، ماذا سيكون موقفي في تتّمة حياتي… هل أنجو بنفسي فقط لأنني أمتلك القدرة المادّية على ذلك؟!… الجواب: لا… لم أفكر بذلك مطلقاً، لأنني مسؤول عن عائلة بأكملها، سافرت للتصوير أكثر من مرّة خارج البلاد، وعدت، كما أنّه لا يمكنني ترك دمشق وهي مريضة، ولست وحيداً في هذا الخيار، فهناك الكثير من الفنّانين السوريين كذلك… مع أنني عراقي الجنسية، لكنني ولدت هنا”.
ويرى رضا أن “الدولة ليست من تمنح الجنسية، وإنما الشعب، الشعب السوري هو مَنْ منحني إيّاها، وهناك ممثلون دمشقيّون أدقق لهم لهجتهم، كوني ما زلت أعيش في قلب دمشق، ولدنا هنا، وسنبقى هنا، وإذا خرجنا منها سيكون ذلك (غصباً عن راسنا)”.
ويعيش الممثل المحبوب يومياته في دمشق “في حالة ترقب دائماً، وعدم أمان، ليس بوسعنا أن نشرح هذه اليوميات، نحن لم نعد أصحاب فعل، وإنما ردود أفعال، أعود للمنزل بعد انتهاء التصوير، لأواصل سلسلة اتصالاتي الهاتفية للاطمئنان على أولادي، خاصّةً أن الحي الذي نسكن فيه بقلب دمشق، بجوار سوق (مدحت باشا)، بات خط دفاع أوّل عن المدينة القديمة، فهذه المنطقة متاخمة لـ(الغوطة)، والصواريخ، والقذائف تمر من فوق رؤوسنا، وسقط منها في منزلي، والجوار مرّاتٍ عديدة” كما يوضح.
ويتنقل رضا هذه الأيام بالدراجة وعن سر هذا الواسطة يبيّن “إذا بقيت الظروف سيئة على هذا النحو، فسترونني أتنقّل على الحمار، إذ لا يتوفر البنزين باستمرار، وليس لدي مشكلة في ذلك، طالما أنني أصل إلى المكان الذي أريد”.