أحدثت قضية ازدياد اعداد المدربين المستقيلين والمقالين من الاندية الرياضية في الدوري العراقي الممتاز بكرة القدم الموسم الحالي, اشكالية كبيرة وجدلا واسعا داخل الاوساط الكروية والاعلامية العراقية, على اعتبار ان هذه الظاهرة الغريبة عن ملاعبنا المحلية تسببت بانخفاض المستوى الفني بسبب عدم استقرار المدربين مع الاندية المحلية.
وبغية الوقوف على الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذه الثقافة الجديدة ولماذا تلجأ ادارات الاندية المحلية لتغيير طواقمها الفنية بعد كل حالة إخفاق تحصل لفريقها, وما هي الحلول الناجعة لهذه المشكلة التي باتت تهدد مهنة التدريب في العراق من الجذور, وبهدف كشف الاسباب الحقيقية التي تقف وراء هذه الظاهرة التي انتشرت في الملاعب العراقية انتشار النار في الهشيم فقد قام مراسل في العراق بجولة في الملاعب المحلية وخرج بالحصيلة التالية.
يقول مدرب نادي نفط الجنوب عماد عودة، “ينبغي على ادارات الاندية المحلية في العراق اختيار المدربين وفق معايير فنية صارمة، وليس على أساس المجاملة او المحاباة او تبادل المنفعة او المصلحة بين ادارة النادي والمدرب”.
أما مدرب نادي دهوك حازم صالح، فقد اتفق على ان “المدرب هو الضحية الجاهزة للادارة عند وقوع اول اخفاقة للفريق في الدوري المحلي”، مشيرا الى ان “المدرب العراقي ومع كل الاسف هو الحلقة الاضعف في معادلة الدوري المحلي, ولهذا يتم الاستغناء عن خدماته بجرة قلم لا تستغرق دقيقة واحدة فقط”.
من جهته، ذكر المدرب المساعد لنادي القوة الجوية وليد ضهد، لموقع كورة، ان “المدرب هو المسؤول الاول والاخير لدى الادارة عند خسارة الفريق”.
وبين ضهد ان “البعض من ادارات الاندية العراقية تحاول التنصل او الهروب من موضوعة الفشل الاداري عن طريق تحميل المدرب مسؤولية الخسارات التي تقع لفرقها وعلى العكس عند تحقيق الانتصارات فتجد ان اول من يظهر في واجهة الاحداث هي الادارة واخر من يتحدث هو المدرب المسكين”.
بدوره، اوضح المدرب المساعد لنادي الكهرباء خالد محمد صبار، ان “البعض من ادارات الاندية العراقية تتعامل مع المدربين بالعاطفة، وليس بالشكل الاحترافي المتعارف عليه في كل دول العالم المتحضر كرويا”.
وكشف صبار أن “البعض من هذه الادارات ليس لديها الخبرة الكافية، ولا الاحترافية اللازمة للتعامل مع المدربين وفق اساليب حديثة تفضي الى حلول تقود لتعديل الاوضاع، ومن ثم تحقيق الانتصارات الكبيرة”.
أما مدرب نادي الزوراء عماد محمد، فقال لـكورة، ان “ظاهرة اقالة او استقالة المدربين في الدوري العراقي باتت تهدد مهنة التدريب وبشكل جدي وخطير”.
ولفت محمد الى اننا “لم نسمع ان ادارة استقالت او لاعبين تم ابعادهم في حالة وقوع الهزيمة, بل ان المدرب هو الوحيد في منظومة العمل الادارية والفنية الذي يتحمل وزر الخسارة فور وقوعها”.
وفي ذات السياق، قال المدرب مظفر جبار الذي احترف لـ9 مواسم في الدوري العماني عن ظاهرة اقالة واستقالة المدربين في الدوري العراقي، ان “على ادارات الاندية المحلية اختيار المدرب وفق معايير فنية وشخصية ورياضية غاية في الشدة, كي تضمن هذه الادارات تحقيق النجاحات الرياضية المنتظرة ولو بعد فترة زمنية غير قصيرة”.
أما مدرب نادي الكرخ عصام حمد، فقد عزا ظاهرة استشراء اقالة واستقالة المدربين من الاندية العراقية، وبشقيها الممتاز او الاولى الى افتقار البعض من الاندية المحلية للثقافة الرياضية والوعي الاداري, الامر الذي ينعكس سلبيا على الكرة العراقية برمتها.
يذكر ان اندية الزوراء والنفط وكربلاء والقوة الجوية والنجف وزاخو ودهوك والكهرباء والمصافي كانت غيرت اجهزتها الفنية خلال الموسم الحالي بسبب سوء النتائج.