اعلن تنظيم ما يعرف بـ”الدولة الاسلامية” (داعش) الارهابي، عن مقتل احد عناصره البريطانيين في عملية انتحارية.
وبث التنظيم على مواقع الانترنت شريط فيديو يبيّن مقتل احد عناصره في عملية ارهابية استهدفت القوات الامنية في قضاء بيجي (شمال تكريت مركز محافظة صلاح الدين).
وأعلن التنظيم ان “ابو هاجر البريطاني هو من قتل”، وأضاف ان “البريطاني فجر نفسه بسيارة مفخخة تحمل 1800 كيلو غرام من المواد المتفجرة”.
وقالت وسائل إعلام بريطانية ان “ابو هاجر هو ثاني انتحاري بريطاني يفجر نفسه في العراق”.
وكان القضاء البريطاني قد حكم على “ابو هاجر” بالسجن في المملكة المتحدة بجرائم “كراهية”، وذلك بعد ان وزع منشورات تطالب بقتل المثليين جنسياً.
لكن القصة لم تنته عند هذا الحد… إذ يبدو ان “البريطاني” – وهو أحد العقول الاستراتيجية لدى التنظيم- لم يفجر نفسه مستهدفا قتل “العشرات من العناصر الأمنية” كما أعلن التنظيم فحسب، بل كان ينوي تحقيق مآرب اخرى من خلال عمليته الانتحارية تلك.
مصدر مطلع من قضاء بيجي قال لـ”العالم الجديد” ان “التنظيم نفذ عملية كبيرة (داخل) نهر دجلة، مستهدفاً الإنبوب الناقل للنفط الخام من الحويجة الى مصفى بيجي”.
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر إسمه، ان “عقب تفجير الإنبوب تسرب النفط بشكل كبير على سطح النهر، وعلى الفور قام تنظيم داعش بإشعال النفط الطافي، فاصلاً بذلك بيجي عن الحويجة التي تعتبر من أكبر معاقل داعش في المنطقة تلك”.
وأضاف المصدر ان “تنظيم داعش بات مهدداً بشكل كبير بعد العمليات الكبيرة التي خاضتها القوات الامنية العراقية، ولم يبق أمامه سوى فصل معاقله بالنار، حيث ستغطي كثافة النيران المنبعثة من حرائق البقع الزيتية التي خلفها تفجير الانبوب على تحركاته، كما انها ستحد من فعاليات طيران الجيش الذي يستهدف معاقل التنظيم نتيجة عدم اتضاح الرؤية من خلال سماء ملبدة بسحب الدخان، كما انها ستمنح التنظيم حرية أوسع في التحرك لإعادة تنظيم صفوفه وكسب الوقت، وإن كان لأيام معدودات”.
ورجح المصدر أن “يكون ابو هاجر البريطاني هو من نفذ العملية”، مشيراً الى ان “1800 كيلو غرام قادرة على تفجير الانبوب”.
وبيّن المصدر بأن “داعش لم يتبن هكذا عملية بسبب التأثيرات الجانبية المصاحبة لها، حيث تم قطع منظومة المياه عن مدن تكريت وبلد والدور وسامراء نتيجة التلوث الذي سببه تسرّب النفط”.
“البريطاني” نفذ عملية كبيرة جداً قد تصل آثارها البيئية الى العاصمة بغداد قريباً.
وكانت الشرطة البريطانية قد اعلنت ان “خمسة بريطانيين على الأقل يتوجّهون كل أسبوع إلى العراق أو سورية للانضمام إلى داعش”.
وأوضحت أن “هذه الأرقام تمثل الحد الأدنى، قد يكون هناك غيرهم كثيرون سافروا إلى بلد آخر قبل التوجه إلى العراق وسورية بطريقة لا يمكن دائماً تحديدها”.
من جانبها اشارت صحيفة الإندبندنت البريطانية الى ان “جهاز المخابرات البريطاني (أم أي 6) والذي يتكفل بتعقب المئات من المقاتلين العائدين من القتال في العراق وسورية، لفت الى انه حوالي خمسمائة شخص من بريطانيا قد انضموا بالفعل لتنظيم داعش”.