صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

اتحاد الأدباء السريان يكرم عامر حمزة كأول شاعر عربي يكتب بالآشورية

 

يمثل الشاعر والروائي العراقي عامر حمزة علامة فارقة في الأدب السرياني العراقي، فهو أول شاعر عراقي عربي يكتب قصائده باللغة الآشورية التي لازال يتحدث بها سكنة العراق الأصليون، وتقديرا لهذه الموهبة النادرة منحه مؤخرا اتحاد الأدباء السريان في العراق الهوية الفخرية.

 

وحول هذا الحدث الأدبي المميز لدى الاتحاد يقول روند بولص كوركيس رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق “الشاعر عامر حمزة يجسد اللحمة الوطنية الصادقة بشعره، وهو يلقي قصائده بلغة رافدينية اصيلة.. ونحن في اتحاد الادباء والكتاب السريان نثمن عاليا هذه الموهبة الادبية والشعرية والوطنية، لذا قررنا منحه العضوية الفخرية”.

 

ويضيف كوركيس في حديث لـ”العالم الجديد” أمس الأربعاء، “عامر حمزة شاعر عربي عراقي يكتب باللغة الاثورية (سورث).. وهذا يعني اعتزازا بالتنوع الثقافي واثراء للمشهد الثقافي العراقي وتعميقا للهوية الوطنية والعيش المشترك بين كافة مكونات الشعب العراقي، ومنها المكونات الاصيلة من المسيحيين الاشوريين والكلدان والسريان.. ابناء حضارة بلاد مابين النهرين حضارة اكد وبابل واشور”.

 

ويتابع “اللغة الاثورية هي لغة رافدينية عريقة، وهي لغة حية لغة العلم والشعر والادب والفلسفة. هذا التلاقح الثقافي في هذه الاوقات التي اصبح فيه التشرذم والاصطفاف الطائفي وموجات التكفير والارهاب ظاهرة تنخر جسد العراق، تمثل طريقة عامر حمزة الرد الحضاري الوطني بوجه هذه المظاهر الخطيرة على مستقبل الشعب العراقي واللحمة الوطنية”.

 

من جهته يقول أكد مراد نائب رئس اتحاد الادباء السريانفي العراق “عامر حمزة شاعر عراقي معروف له مساهمات ادبية باللغة السريانية وهي لغة بلاد النهرين الاصيلة، كونه تعايش مع اخوته الاشوريين في بغداد، وعرف عمق محبتهم لاخوتهم في الوطن بمختلف انتماءاتهم الدينية والقومية”.

 

ويردف مراد في حديثه لـ”العالم الجديد” أمس قائلا “اليوم وبعد هذا الفراق الاجباري عن بعض اصدقائه الذين غادروا حي الاثوريين قسرا، الا أن قلبه الصادق وحبه الكبير لهم جعله يعبر عن مشاعره باصدق التعابير، مستذكرا تلك الايام عبر صوره الشعرية الجميلة بلغتهم، وكأنه يتحدث مع الزمن وقساوته الذي جعلهم يعيشون الغربة عن وطنهم”.

 

ويعبر عامر حمزة في حديثه لـ”العالم الجديد” عن سعادته بـ”هذا التكريم”، قائلا ان “من دواعي سروري ان أرى هذه القصائد، وقد تحولت الى رسائل حب في عيون متذوقيها”.

 

وحول قصائده التي لاقت استحسان القرء والمستمعين لها، يلفت حمزة الى أن “تلك القصائد هي من وحي الحياة ومفرداتها اليومية، غير أنها خرجت هكذا باللغة الاثورية التي نطقت بها مع خطواتي الاولى، وكبرت معي”، مؤكدا “إكمال مجموعة شعرية أولى مكونة من 30 نصا وكلها باللغة الاشورية”.

 

يذكر أن عامر حمزة قاص وروائي أصدر في تسعينيات القرن الماضي مجموعة قصصية بعنوان “كائنات أكثر رمادية”، فيما اصدر في العام 2015 روايته الاولى بعنوان “سابرجيون”، ويستعد لاصدار مجموعة شعرية باللغة الاشورية (السريانية).

 

 

إقرأ أيضا