حينما توج الملك الدانماركي “فلاديمير الخامس” ملكا على الدانمارك اعاد تنظيم هيكلة مملكته وجمع الجزر الدانماركية المتناثرة فبدت المملكة اكثر تماسكا وقوة في عصره، وحينما توفي فلاديمير الخامس ورثت ابنته مارغاريتا الاولى ” Margareeta I” العرش على غير العادة، وسارت في طريق ابيها بالحفاظ على قوة وهيبة الدانمارك، بل كانت طموحها اكثر من ذلك، اذ حرصت على توسيع نفوذ الدانمارك. تزوجت من ملك النروج 1365، فأصبحت ملكة على النروج ايضا، ذلك ما دفعها الى التفكير بالجلوس على عرش مملكة اسكندنافيا فعرضت على المملكة السويدية اتحادا يجمع بين الممالك الثلاثة والجزر التابعة لها مثل ايسلندا التي تتبع النروج، وفنلندا التي كانت حينها تتبع السويد، اضافة الى الجزر الاخرى الخاضعة تحت نفوذ التاج الدانماركي، لقيت الفكرة استحسان السويديين خصوصا وان السويد كانت تعاني اوضاع سياسية غير مستقرة، فتشكل اتحاد “كالمار-Kalmarunionen” في السابع عشر من حزيران عام 1397، تحت سيادة الملكة الدانماركية مارغاريتا الاولى، وكانت اولى ثمار ذلك الاتحاد هو استعادة السيطرة على جزيرة “غوتلاند” الواقعة في قلب البلطيق والتي كانت تحت واقعة تحت نفوذ رابطة التجار الالمان “الهانزا”.
استمرت قوة البلدان الاسكندنافية المطلقة في ظل اتحاد كالمار تحت سيادة ماغاريتا الاولى والملوك الذين جاءوا بعدها اكثر من مائة عام، لكن بعد ذلك اخذت المنافسة بين الدانمارك والسويد حول السيطرة على مساحات اكبر في البلطيق تفعل فعلتها، تزامن هذا مع حدوث تطورات سياسية في المملكة السويدية ذاتها، الملك الدانماركي كريستيان الثاني اخر ملوك اتحاد كالمار اراد بسط نفوذه بالقوة على ما يحصل في السويد من تمرد واصوات رافضة لسياساته التوسعية على حساب المملكة السويدية، فامر بمجزرة معروفة بحق ثمانين من نبلاء السويد في تشرين الثاني عام 1520. وهذا ما ادى الى حصول تمرد كبير في ستوكهولم، اختير على اثره الملك غوستاف الاول “ابو الامة السويدية” ملكا على السويد، وبعد ثلاث سنوات اعلن غوستاف انفصال السويد عن الاتحاد أي في العام 1523. ومع استمرار الاتحاد الثنائي بين النروج والدانمارك حتى العام 1814، الا انه في الحقيقة لم يكن اتحادا بالمعنى الحقيقي بل خضوع نرويجي للتاج الدانماركي، وعمليا انتهى اتحاد كالمار بعد خروج المملكة السويدية منه. في تاريخ شبه الجزيرة الاسكندنافية فإن تجربة اتحاد كالمار هي التجربة السياسية الاشهر والأنضج، ورغم ما رافقها من سلبيات تبقى تلك التجربة تؤسس لشيء من الترابط الجغراسياسي بين شعوب تلك المنطقة، وكانت تلك التجربة منطلقا مهما لتأسيس مجلس بلدان الشمال الخمسة “السويد، فنلندا، الدانمارك، النروج وايسلندا” اضافة الى الجزر الخاضعة تحت سيطرتها في منتصف القرن العشرين.