في فجر الاثنين المصادف الـ17 من تشرين الاول (اكتوبر) الحالي، كان معظم العراقيين أمام التلفاز ينتظرون الخطاب المتأخر لرئيس الوزراء حيدر العبادي. وفي حوالي الساعة الثانية فجرا اطلق العبادي ساعة الصفر لانطلاق عمليات تحرير محافظة نينوى والتي سماها (قادمون يا نينوى).
حصيلة اسبوع من المعارك كانت اقتراب القوات العراقية والبيشمركة من مدينة الموصل بمسافة تصل إلى حوالي 5 كيلومتر من شرق وشمال شرق المدينة، بعد تحرير ناحية برطلة واجزاء واسعة من قضاء الحمدانية، وتطويق بعشيقة وتلكيف، بالاضافة إلى تحرير العشرات من العراق جنوب وشرق المدينة، وتقدم طفيف شمال المدينة من محور سد الموصل.
انطلقت المعركة في يومها الاول من محوري القيارة الجنوبي، وبعشيقة الشرقي، بمشاركات قطعات من الشرطة الاتحادية والجيش العراقي وقوات البيشمركة، وتعتبر هذه المعركة الاولى التي تجمع البيشمركة والجيش العراقية في جانب واحد. إذ أعلن الفريق رائد شاكر جودت قائد قوات الرد السريع، في بيان تابعته “العالم الجديد”، صباح الاثنين، عن تقدم قواته 6 كم من محورة القيارة وصولا إلى الشورة جنوب الموصل.
كما ذكرت البيشمركة أن قواتها سيطرت على تسع قرى والسيطرة على مساحات واسعة من طريق اربيل_ الموصل، لتصبح على بعد 12 كم من مركز مدينة الموصل.
اليوم الثاني من المعركة شهد تأجيلا للتقدم على المحور الشرقي والشمالي الشرقي، بطلب من البيشمركة لأجل احكام السيطرة على القرى المحررة، لكن المعارك استمرت على المحور الجنوبي، وشهدت عمليات كر وفر في محيط قرية الحود وصولا إلى مفرق الشورة.
في اليوم الثالث من المعركة، واصلت قطعات الشرطة الاتحادية تحرير القرى في محيط القيارة، والسيطرة على الحود. كما تقدمت قوات الفرقة التاسعة المدرعة تجاه قضاء الحمدانية وطوقته في الكامل، وشهد محور قوات البيشمركة تحرير ومحاصرة عدد اضافي من القرى شرق وشمال شرق الموصل.
في اليوم الرابع لمعركة “قادمون يا نينوى” بدأت نتائج العمليات تبدو أكثر وضوحا، خصوصا بعد الاعلان عن دخول جهاز مكافحة الإرهاب إلى المعركة، وتحرير ناحية برطلة، والتقدم في مناطق واسعة من المحور الجنوبي.
وشهد المحور الجنوبي احكام السيطرة على مفرق الشورة، وتحرير عدد كبير من القرى، وحاول التنظيم اعاقة تقدم القوات عبر اضرام النار بمعمل كبريت المشراق، باعثا غاز اوكسيد الكبريت السام، متسببا بحالات اختناق في صفوف المدنيين من القرى المحيطة، ووردت انباء عن تسجيل حالة وفاة واحدة جراء الدخان.
في فجر اليوم الخامس من المعركة، قام تنظيم داعش بعملية تسلل إلى مدينة كركوك والسيطرة على مباني حكومية في ثمانية أحياء من المدينة، اضافة إلى اقتحام محطة كهرباء الدبس وقتل العديد من منتسبيها والذين كان من بينهم اربعة ايرانيين.
تواصلت الاشتباكات في مدينة كركوك ثلاثة ايام ليتم قتل نحو 60 من الانتحاريين الذي تسللوا إلى المدينة والذين قدر عددهم بـ100 بحسب مصادر كردية. مجلس محافظة كركوك اعلن عن السيطرة التامة على كركوك وخلوها من عناصر داعش، ورفع حظر التجوال الذي استمر يومين، لكن مصادر محلية لا زالت تتحدث حتى الآن عن ملاحقة وقتل متسلل او اكثر من داعش في الاحياء الجنوبية من المدينة.
محاور القتال في اليوم الخامس لم تشهد الكثير من التطورات سوى تحرير بضعة قرى جنوب وشرق الموصل، وتطويق قضاء تلكيف.
في سادس أيام المعركة أعلنت قيادة العمليات المشتركة عن اقتحام قضاء الحمدانية. وبحسب مصادر رسمية فقد تالقوات المهاجمة العلم العراقي فوق مبنيي قائممقامية ومستشفى القضاء. المعطيات الميدانية القادمة من مدينة الحمدانية تؤكد سيطرة القوات العراقية على معظم اجزاء مدينة الحمدانية التي تشكل الى جنب شيخان وتلكيف منطقة سهل نينوى ذات الغالبية المسيحية.
ومن المحور الجنوبي قامت قوات من الشرطة الاتحادية بتطويق منطقة الشورة، بالاضافة إلى تحرير عدد من القرى والسيطرة على حريق معمل كبريت المشراق.
وشهد اليوم السابع من المعركة، السيطرة شبه الكلية على قضاء الحمدانية وتمشيط ناحية برطلة من العبوات والمفخخات واستمرار المعارك في تلكيف وبعشيقة وتوجه قطعات من جاهز مكافحة الارهاب إلى بلدة كوكجلي والتي تعد مدخلا شرقيا لمدينة الموصل.
كما شهد تسلل عدد من عناصر داعش إلى قضاء الرطبة الحدودي في محافظة الانبار، واعلنت خلية الاعلام الحربي عن صد هجوم للتنظيم على القضاء ومعالجة ثلاث سيارات مفخخة وعدد من العربات، وناشد مجلس محافظة الانبار بهذا الشأن الحكومة المركزية لارسال تعزيزات عسكرية، كما اشارت مصادر ان عدد من مسلحي داعش لا يزالون في مناطق متفرقة من الرطبة، ويحاصرهم مسلحي العشائر والقوات الامنية.
ويرى مراقبون أن معركة الموصل تعد الصفحة الاخيرة من تواجد تنظيم داعش في العراق، ويسعى التنظيم إلى عرقلة تقدم القوات العراقية عبر محاولات تعرض وتسلل على المناطق الآمنة وشبه الامنة، بينما تواصل القوات العراقية تقدمها نحو المدينة.