الأنبار: حظر شامل على التجوال وحملة عسكرية والداخلية تعين مديرا للشرطة بالوكالة وتتجاهل مرشح المحافظة بعد اغتيال الدليمي

الأنبار تتصدّر المشهد مجدداً، فالأخبار المتواترة لا تشي بأن الأحداث تسير لصالحها، لأن المحافظة التي…

الأنبار تتصدّر المشهد مجدداً، فالأخبار المتواترة لا تشي بأن الأحداث تسير لصالحها، لأن المحافظة التي تئن منذ نهاية العام الماضي تحت العمليات العسكرية التي كان من المقرّر أن تطرد (داعش) من الصحراء، أصبحت 80 بالمائة منها تحت سيطرة التنظيم الإرهابي.

 

واغتال (داعش)، أمس الأحد، اللواء أحمد صدّاك الدليمي، قائد شرطة الأنبار مع 3 من مرافقيه، عبر استهدافه بعبوة ناسفة مزدوجة في أثناء تفقّده منطقة البو ريشة غرب الانبار.

 

وتردّدت أنباء عن إصابة اثنين من قادة الصحوات كانا برفقة الدليمي وهما حميد الشندوخ، قائد صحوة آل بو علوان وسط الرمادي، وجاسم السويداوي قائد صحوة الصوفية شرق المدينة، ولم يتسنّ لـ”العالم الجديد” التأكد منها.

 

وفرض الفريق الركن رشيد فليح، قائد عمليات الأنبار، حظرا شاملا على التجوال اثر اغتيال الدليمي.

 

وعدّ فليح في حديث لـ”العالم الجديد” اغتيال الدليمي “خسارة كبيرة”. وقال “نحن لن نتوقف حتى تدمير معاقل الإرهاب في الأنبار وإلى آخر نفس فينا”.

 

وأوضح أن فرض الحظر على التجوال “لتنفيذ عملية عسكرية في الرمادي ومحيطها لدك معاقل داعش والرد العنيف على مصادر نيرانهم المجرمة”. وشدّد “سنحرق عجلاتهم وأوكارهم”.

 

وسارعت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار إلى ترشيح اللواء كاظم محمد المعروف بـ”أبو كف” بديلاً عن الدليمي، إلا أن وزارة الداخلية قررت تعيين العميد صباح محمد مديرا لشرطة الأنبار بالوكالة.

 

وأعلنت مصادر متطابقة في قيادة عمليات الأنبار انطلاق عملية عسكرية واسعة باسم ثأر “الشهيد أحمد صداك الدليمي”.

ووفقاً للمصادر، فإن العملية تهدف إلى استعادة السيطرة على المناطق الخارجة عن السيطرة وطرد المسلحين منها، وقد عمّمت على قواطع العمليات في الرمادي.

 

ويرى مراقبون أن الأنبار على وشك الانهيار الأمني خاصة بعد سقوط أجزاء كبيرة من مدينة الرمادي، مركز المحافظة، بأيدي الإرهابيين.

 

ويقدّر مسؤولو الانبار أن ما تبقى من مدينة الرمادي تحت سيطرة القوات الحكومية بنحو 20 بالمائة فقط، أما المتبقي من الأرض فهي تحت سيطرة (داعش). ولم يتبقَ من المناطق الغربيّة تحت السيطرة سوى ناحية البغدادي وقاعدة عين الأسد العسكرية وقضاء حديثة، أما شرق الرمادي فما زالت منطقة السيسي وقاعدة الحبانية تحت السيطرة فقط.

 

ويعاني أهالي حديثة والقرى التابعة لها من حال إنسانية صعبة وقاسية.

وقال شهود إن سعر جرّة الغاز المنزلي بلغ 75 ألف دينار، ووقود السيارات شحيح جداً. ويعاني السكان أيضاً من نقص حاد في المواد الغذائية التي لم تعد تصل القضاء بسبب انقطاع الطرق التي تدور فيها معارك بين الجيش والإرهابيين.

 

وذكر الشيخ مزاحم الحديثي، أحد شيوخ عشائر حديثة، أن “العديد من الأهالي بدؤوا بالنزوح من القضاء عبر طرق بعيدة للغاية ووعرة محاولين إيجاد مناطق أكثر أمناً خاصةً بعد اقتراب (داعش) من ناحية البغدادي والسيطرة على الطرق المؤدية إليهما بعد سقوط قضاء هيت بأيديهم”.

 

إقرأ أيضا