صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

بين الحين والاخر تحصل مجزرة ارهابية يقف ورائها مجموعات اسلامية متطرفة تعلن هذه الاخيرة عن تبنيها تلك الهجمات مع سبق الاصرار والترصد

الاقتصاد غطاء لانتشار التطرف الاسلامي في اوروبا

بين الحين والاخر تحصل مجزرة ارهابية يقف ورائها مجموعات اسلامية متطرفة تعلن هذه الاخيرة عن تبنيها تلك الهجمات مع سبق الاصرار والترصد. وبعد كل موجة دموية نتخوف جميعا، ويحرص كل منا على تبرئة ساحته مما يحصل ثم نقوم بتبرئة الاسلام من هذه التهمة البشعة وينتهي كل شيء هنا بالنسبة لنا فيما نزداد كراهية من قبل المحيط الذي نعيش فيه في اوروبا، وتحملنا السلطات مزيدا من العبء من خلال جملة اجراءات احترازية.

ان الاستنكار، التنديد ورفض ما يحصل لم يعد كافيا وفي نفس الوقت فإننا لا نتحلى بتلك الشجاعة الكافية التي تجبرنا على مراجعة موروثنا الموبوء.

الاخر الغربي من جهته يتحمل المسؤولية كما نحن، ان كان المواطن الاعتيادي لا يملك معرفة كافية عن جذور الارهاب في التيارات الاسلامية تمكنه من تشخيص الواقع فهل الجهات الرسمية غافلة فعلا عن خارطة الارهاب وجذوره في الجماعات الاسلامية؟! هل حقا انها لا تعرف ان الوهابية والسلفية الجهادية التي تمتلك عشرات المساجد والمراكز الاسلامية في اوروبا تحمل فكرا دمويا صانع للإرهاب العابر للحدود؟! بين الحين والاخر تسمح السلطات في اوروبا ببناء مساجد يتم تمويلها وادارتها من قبل بلدان خليجية ولا يوجد عاقل في هذا الكون لا يعرف النتائج السلبية التي تتمخض عن تلك المراكز الدينية المنتجة للتطرف!

وحتى تكون الامور واضحة للجميع، فان تفشي الفكر الوهابي في اوروبا وسيطرته على معظم المراكز الاسلامية هناك هو نتاج مجموعة من الاسباب من اهمها: ان القرار في اوروبا يخضع بالدرجة الاولى لسياقات الضغوط الاقتصادية والاعلامية، والوهابية استطاعت النفوذ لهذين المجالين اكثر من الاخرين، وليس ثمة ازعاج للوبي اليهودي في ذلك طالما لا يتم المساس بالمصالح اليهودية في العالم.

السبب الاخر هو التمويل المباشر والسخي جدا لمشاريع من هذا القبيل خصوصا مع غياب المنافس المعتدل الذي بإمكانه تحمل اعباء مالية كبيرة تتطلبها المساجد والمراكز الدينية.

من هنا فليس من المتوقع بسهولة ان تتم محاصرة الفكر المتطرف في اوروبا، وان اكثر الاجراءات ستطال عامة الناس من المسلمين المعتدلين، هؤلاء سيدفعون الثمن، ثمن الكراهية لهم، دفعهم لمزيد من الانعزال بسبب الخوف من الصورة النمطية التي ترسخت عنهم.

 

إقرأ أيضا