صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

الايزيديون يضمّدون جراحاتهم النازفة ويشاركون بتحرير الموصل

  تدور رحى معركة تحرير الموصل في محاورها المختلفة داخل مركز المدينة او حتى في محيطها من المدن الاخرى التابعة اداريا لها، تشارك في تلك المعارك اعداد كبيرة من القوات المسلحة العراقية بجميع صنوفها، بما في ذلك البيشمركة والحشد الشعبي، جزء من تلك الوحدات المقاتلة قوات ايزيدية شاركت في تحرير المدينة باعتبار الايزيديين جزءا مهما من المكونات العراقية بشكل عام والمكونات الموصليّة بشكل خاص

 

تدور رحى معركة تحرير الموصل في محاورها المختلفة داخل مركز المدينة او حتى في محيطها من المدن الاخرى التابعة اداريا لها، تشارك في تلك المعارك اعداد كبيرة من القوات المسلحة العراقية بجميع صنوفها، بما في ذلك البيشمركة والحشد الشعبي، جزء من تلك الوحدات المقاتلة قوات ايزيدية شاركت في تحرير المدينة باعتبار الايزيديين جزءا مهما من المكونات العراقية بشكل عام والمكونات الموصليّة بشكل خاص. الايزيديون يشاركون اخوتهم الانتصار كما شاركوا بقية العراقيين تقديم سيل من التضحيات على يد التنظيم الدموي. ولهم قوة عسكرية تشكلت من اجل المساهمة بتحرير مناطقهم التي سيطر عليها تنظيم داعش خلال السنوات القليلة الماضية.

كما هو الحال في الموجات الارهابية السابقة التي طالت العراق فان الموجة الارهابية الاخيرة على العراق وزعت ضغائنها واحقادها على الجميع بشكل او بآخر، الجميع دفع ثمن همجية الادمغة المفخخة بما في ذلك المكون السني الذي رفعت داعش منذ البداية لافتة الدفاع عنه!

من هنا فان الحديث بشكل خاص عن جماعة عرقية او طائفية بعينها ليس من باب التمايز او الاهمية لطائفة على حساب اخرى بل لان الاقليات في جميع بلدان العالم لها وضع خاص، فما بالك في العراق البلد الذي يغوص في بحر من الفوضى الادارية والسياسية والقانونية، ان الجرائم التي تعرض لها المسيحيون والايزيدون في العراق يمكن ان تؤدي الى ابادتهم بشكل كامل، لقد استبيحت دماؤهم، سبيت نساؤهم وذبح اطفالهم. لقد تفنن الدواعش في اذاقة الايزيديين شتى اساليب العنف والترهيب، دفنوهم احياءا، اجبروا كثيرا منهم على اعتناق الديانة الاسلامية بالإكراه وامام الملأ، فيما اخذوا نسائهم ايضا لجهاد النكاح، اما معابدهم فقد كانت الضحية الاولى لفكر يتاجر بالدين ولا يعرف منه الا القصاص وهوس الجنس.

وسط الضجيج الاعلامي المترتب على ركام عشرات الازمات المستعصية في العراق من الصعب ان يسمع صوت اقلية مثل الايزيديين، الاقليات ليس لها ناقة ولا جمل في صراع ازلي مستحكم بين هواة السياسة في العراق، انهم يدفعون ثمنا باهضا بسبب حرب استنزاف اكبر منهم بكثير. فلنصغ جيدا نحن عامة الشعب لصوت الاقليات، لأنين هذه الجماعة البشرية التي تعرضت للإبادة الجماعية في مناسبات تاريخية مختلفة ولكنها للأسف الشديد تتعرض ايضا وبدم بارد لإبادة اخرى حتى في زمن الفيسبوك!

لكن في من جهة اخرى فان الدفاع عن الاقليات وخصوصا الاقلية الايزيدية في العراق لا يبرر ابدا نفسا من المظلومية المبالغ فيها من قبل بعض الاصوات المحسوبة على الاقليات والتي تنشط في المؤسسات الدولية، وبحجة الحصول على تعاطف تلك المؤسسات يسوّق الكثير من هؤلاء سيناريوهات مقلوبة تماما عما يحصل على ارض الواقع، لقد وصل الحال ببعض المطالبين بحقوق الاقليات ان يسوّقوا بضاعتهم في احضان المنظمات ذات الطابع الطائفي العنصري في اوروبا وامريكا، وتسوق تلك الحرب الاستنزافية البغيضة على انها حرب بين الاسلام والاديان الاخرى! فلا ذلك النوع من المؤسسات معني اساسا بالهم الانساني وما تعانيه الاقليات، ولا يبدو ان بعض المتصدّين للدفاع عن الاقليات يهمهم مستقبل ابناء جلدتهم في بلدهم الاهم العراق.

 

إقرأ أيضا