صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

البصرة تترقب “حرب الثأر” بين الشحمان والكرامشة وسط تحشيد بترسانة سلاح “مخيفة”

باتت البصرة على اعتاب حرب قاسية، اذا ما اندلعت بين عشائر مدججة بالسلاح والرجال الغاضبين،…

باتت البصرة على اعتاب حرب قاسية، اذا ما اندلعت بين عشائر مدججة بالسلاح والرجال الغاضبين، والذين قد يدخلون المدينة في اتون معارك عشائرية، قد لا تنفض الا بمزيد من الضحايا و”الثارات”، فضلا عن تبعات أمنية واقتصادية واجتماعية، تلقي بظلال قاتمة على المدينة التي تعاني من نقص هائل في الخدمات والبطالة، وتراجع المدينة ازاء محاصرتها بأحزمة عشائرية.

 

أقدم مسلحون من عشيرة الكرامشة، التي تتمتع بترسانة رجال وسلاح مخيفة، على قتل رجل الدين صبري نجم الشحماني، الاربعاء الفائت (20 ايار 2015) على نحو وحشي واجرامي، حين عودته الى البصرة من مدينة النجف، فاختطف رجال الكرامشة الشحماني من سيارة كانت تقله، ليُعثر على جثته فيما بعد في ناحية الهارثة، وعليها اثار 72 اطلاقة نارية، فضلا عن كدمات وقطع رأس الجثة، حيث جرى التمثيل بها.

 

ادخل قتل الشحماني الرعب في قلوب البصريين، فالرجل القتيل هو رجل دين يتمتع بعلاقات جيدة مع الحوزة العلمية في النجف، وله صلات عشائرية “ممتازة” مع عشيرة المياح المتحالفة مع الشحمان، وطريقة قتله الوحشية، تستوجب رداً “صاعقاً” و”مرعباً” على العشيرة الخصم.

 

عقب شيوع الخبر، انطلقت الوساطات الباحثة عن التهدئة وسط نار تتأجج، اثمرت عن “ضبط نفس” يسبق عاصفة الرصاص التي ستنطلق بعد ان يتحصن المتقاتلون وراء متاريس المدنيين.

 

عقب يومين من مقتل الشحماني اعلن قائد شرطة البصرة عن انطلاق حملة امنية واسعة بمشاركة مروحيات، للقبض على الجناة، منذ امس الاول الجمعة، وحتى اللحظة، الا أن تلك القوة المتجحفلة والمكونة من عشرات المركبات والجنود وعناصر الشرطة الحذرين، لم تتمكن من القبض على مشتبه به واحد، وليس مطلوبا فحسب.

 

وتشير مصادر “العالم الجديد” الى ان “المحافظ ومجلس المحافظة وقائد الشرطة، وحتى القيادات الأمنية في بغداد، يريدون منح عشيرة الكرامشة فرصة تقديم الجناة طوعاً الى السلطات لنزع فتيل حرب دامية”، وتضيف أن “الحملة الامنية كانت استعراض قوة مكشوف، لعلم الكرامشة ان السلطات لا تريد التورط بمواجهة معها”.

 

عشيرة الشحمان، ومن خلفها عشيرة المياح المتحالفة معها، استنفرت قوتها ورجالها، وبحسب مصدر محلي من المنطقة، فأن “الشحمانيين نشروا نحو 400 رجل مسلح في منطقة الهارثة وكرمة علي، على الطريق الرابط بين مركز البصرة وشمالها، وصولاً الى ناحية الدير”.

 

فيما يقول مصدر أمني لـ”العالم الجديد”، ان “عشيرة الشحمان استدعت 22 مقاتلاً من رجالها المشاركين في فصائل الحشد الشعبي، للاستفادة من خبرتهم القتالية”، ما يشير الى ان عشيرة الشحمان تخطط لحرب شرسة ثأراً لقتيلها.

 

ويكشف المصدر الامني ترسانة السلاح التي ابرزتها عشيرة الشحمان في الشارع، او تلك المهيئة للمواجهة المحتومة، وهي “٣٠ سيارة بيك آب محملة بالمسلحين، ويصل عددهم الى 15 مسلحاً في كل مركبة، 30 رشاش BKC، اربعة هاونات، ٦ قاذفات RBG7، اكثر من 20 بندقية GC، ثمان قطع M60 سلاح أميركي حديث، خمس قطع MB4 سلاح أميركي خفيف، مع الاف بنادق الكلاشنكوف التقليدية”.

 

السلطات في البصرة، وبعد ان اطلقت الحملة الامنية، توصلت الى حل “مثالي” في ظروف معقدة، بان تتحول القوات الامنية الى خط فصل بين الطرفين، منعاً لاندلاع اي قتال بينهما.

 

لكن عشيرة الشحمان، ممتعضة للغاية من الحكومة المحلية في البصرة واجهزتها الامنية، لجهة ان “الحكومة تحمي القتلة”، و”تضع الهمرات العسكرية بالقرب من بيت كعيد المتورطين بالقتل”.

 

الوساطات العشائرية والحكومية والدينية، تتداول مع الشحمانيين وحلفائهم، فض النزاع باحدى طريقتين “تسليم القتلة الى القضاء، او البراءة منهم عشائرياً بعد تسميتهم”، وحينها يتم الصلح عبر ما يسمى في عرف تلك العشائر بـ”شد الراية” (اي عقد راية الامام العباس صاحب الحظوة الكبيرة لدى العشائر الجنوبية)، بحيث لا يتعرض الشحمان لاي احد من الكرامشة، وبالعكس.

 

لكن.. ثمة نار تشتعل من تحت رماد ضبط النفس.

 

إقرأ أيضا