كانت فكرة الثأر تسيطر على نعيم الكعود، أحد شيوخ عشيرة البونمر، بعد أن أعدم تنظيم داعش الإرهابي نحو 48 شخصا من عشيرته في ساحة وسط هيت، وما زاد من غضبه هو إعدام طفلين لم يتجاوزا من العمر 8 سنوات.
والخبر الذي زاد إحساس الثأر لدى الكعود، وحشّد من أجله شبّان عشيرته وبضعة شبّان من عشائر أخرى لقتال (داعش)، هو عثور القوات الأمنية في أحد وديان الرمادي على نحو 150 جثة لأبناء العشيرة كان التنظيم التكفيري قد أعدمهم.
وقال الشيخ القبلي في حديث لـ”العالم الجديد” إن “القوات الأمنية من الجيش والشرطة وعشائر المنطقة وعشيرة البونمر ستقتص من القتلة”. وشدّد على أن دماء “أبناء عشيرة البونمر لن تذهب هدراً”.
ويشعر رجال الأنبار أن تنظيم داعش أخذ بالتغوّل، وبات يقتص من الجميع، لكنه يخشى أبناء العشائر بسبب ارتباط الكثير منهم بالقوّات الأمنية، ما يجعل ثقته بهم مهزوزة، خاصّة بعد العمليات الأخيرة التي جرت ضدّه بمساعدتهم، ولعل هذا ما دفع زعيم التنظيم الإرهابي أبو بكر البدادي لإصدار توجيهات بمنع قبول المتطوعين الجدد من العراق، بحسب ما ورد في أنباء الأمس.
وخاض تنظيم داعش، قبل أسابيع، معارك عنيفة مع قوات الجيش والشرطة للسيطرة على قضاء هيت الذي يبعد عن بغداد نحو 180 كلم، وتسكنه عشائر أغلبها موالية للحكومة قاتل أبناؤها في “الصحوات” ضدّ تنظيم القاعدة في السابق.
وبدا صباح كرحوت، رئيس مجلس محافظة الأنبار، عازماً على القيام بعملية لتحرير القضاء من سيطرة (داعش)، بعد أن واجه ضغوطاً من النازحين والعشائر.
وقال كرحوت، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “القوات الأمنية من الجيش والشرطة وعشائر الأنبار بدأت بشن عملية عسكرية واسعة في مناطق هيت وحديثة والبغدادي وأطرافها لتحرير هيت وفك الحصار عن قضاء حديثة المفروض منذ أسابيع”.
كرحوت، الذي طلب التدخل البري للقوات الأميركية في وقت سابق، طالب “الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والجامعة العربية باتخاذ موقف واضح وحازم مما يجري”.
ودعا المسؤول المحلي إلى “إغاثة الأسر النازحة والمهجرة بشكل عاجل بالمواد الغذائية والإنسانية والأدوية”. وأوضح “(داعش) قطع كافة طرق الإمداد المؤدية إلى تلك المناطق ويجب مساعدة النازحين والمهجرين بأسرع وقت”، مشددا على أن “المهجرين يعيشون ظروفاً قاسية جداً بعد سيطرة الإرهابيين على مناطقهم”.
ويبدو أن تظافر جهود القوات الأمنية والحكومة المحلية والعشائر لمقاتلة (داعش) أخذت تنتج.
مصدر أمني في قيادة شرطة الأنبار قال إن “مئات المتطوعين من أبناء عشائر هيت وحديثة والبغدادي التحقوا بالقوات الأمنية من أجل المشاركة في العملية العسكرية” التي تحدث عنها كرحوت.
وقال المصدر لـ”العالم الجديد” إن “استعدادات كبيرة اتخذت لهذه العملية الكبيرة التي ستعيد السيطرة على مناطق هيت وأطرافها وفك الحصار عن ناحية البغدادي وقضاء حديثة”.