صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

الجبوري لـ”فورن بوليسي”: واشنطن تجاهلتنا.. وعليها تدريب العشائر السنية مباشرة بدل “مستشاريها”

كتبت لارا جيكس وهي نائب مدير تحرير مجلة “الفورن پوليسي” الشهيرة التي تهتم بشؤون السياسة…

كتبت لارا جيكس وهي نائب مدير تحرير مجلة “الفورن پوليسي” الشهيرة التي تهتم بشؤون السياسة الخارجية الاميركية والحائزة على جائزة أفضل مراسل لشبكة الآسيوشيتيد پرس التي عملت لها لأكثر من 12 عاما في العراق وافغانستان، كتبت وفق معلومات تم تحديثها مساء الثلاثاء، 9 حزيران يونيو الحالي، من داخل البنتاغون، ما دار بشأن العراق من محادثات لم يتم كشف النقاب عنها خلال المؤتمر.

 

تقول جيكس “ربما ليس من المستغرب ان يشعر العراق بأنه لم يتلق الدعم الكافي في حربه ضد “داعش”، وخلال المحادثات الصعبة التي عقدتها مجموعة الدول السبع الأسبوع المنصرم، في ألمانيا عن كيفية هزيمة المجموعات المتطرفة تُرك رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بأقل التطمينات للحصول على دعم جديد لم يتعد الـ١٢٥ مستشارا “بريطانيا” و”محاضرة” من الرئيس الاميركي باراك اوباما حول الكيفية التي أعاقت بغداد خلالها استراتيجية الحرب ضد (داعش)”.

 

وتشير الى أن “هنالك بالطبع ايضا (الفيديو) الذي يظهر فيه أوباما، وهو يتجاهل العبادي الذي كان ينتظر التحدث معه بفارغ الصبر، ليتركه جانباً، حيث كانت السعادة غالبة على الرئيس الأميركي، وهو يدردش مع رئيس الوزراء الايطالي ماثيو ريميز ورئيسة البنك الدولي كريستين لاغاردي”.

 

سليم الجبوري رئيس البرلمان العراقي من جهته، عندما شاهد الفيديو يوم الثلاثاء الماضي، خلال مقابلة له في واشنطن مع مجلة “الفورن پوليسي”، ابتسم وهز رأسه، مبدياً أسفه لحصول هذا المو-قف، قائلا “علي أن أنظر الى ذلك، وأراه كما يراه الشعب العراقي”.

 

وأردف الجبوري أن “عملية تجاهلنا وتجاهل قضيتنا، أمر واضح، انها حقيقية، كما لو أن الولايات المتحدة لا تنظر الى معاناتنا أو أنها لا تكلف نفسها بالانتباه لما نعانيه فعلا”.

وحينما سُئل (ألستر باسكي) مسؤول مجلس الأمن الوطني للبيت الأبيض عن ردة فعله على مقطع الفيديو، استشهد بتعبير كل من اوباما والعبادي على ان “صداقة قوية” تربطهما معاً، حيث تبادل الرئيسان كلمات التقدير والاحترام، وذلك على خلفية اللحظة المشوبة بعدم الاحترام التي اصطادتها الكاميرا، حيث كان العبادي واحدا من أربعة زعماء متميزين ممن اجتمع بهم اوباما خلال المؤتمر. على حد قول باسكي.

 

الجبوري وهو ارفع مسؤول عراقي سني تم انتخابه رسميا، جاء الى واشنطن لحشد مزيد من المساعدة من الزعماء والمسؤولين والمستثمرين الأميركان لدعم بلاده، حيث أشار الى ان “داعش يمكن لنا هزيمتها عاجلا وبأقل من الفترة التي حددتها الادارة الاميركية والمقدرة من ثلاث الى خمس سنوات، فقط، لو كانت واشنطن جادة في عمل ذلك”.

 

ولذا فان ذلك بحسب الجبوري، “سيتم بخطى أسرع في حال تم التدريب والتسليح المباشر لرجال العشائر السنية الذين يقاتلون “داعش” من على عتبات أبوابهم، وهذا ربما لن يأخذ وقتا طويلا، فلَو كانت هناك رغبة او عزيمة لهزيمة “داعش” فأنا أعتقد بأنهم قادرون على اتخاذ طريق أسرع وأقصر مما هو محدد الان”.

 

وعقّب رئيس البرلمان العراقي بالقول إنه “سيكون من الصعب جدا علينا، من وجهة النظر السياسية اعادة فتح أبواب العراق لدخول عشرات الآلاف من الجنود الأميركان ممن كانوا هناك (في العراق) في ساحات الحرب، ولا توجد الرغبة كذلك ايضا في واشنطن على مثل هذا الخيار”.

 

ما أراده الجبوري فعلا، بحسب جيسك، هو “تركيز المزيد من الجهود لمساعدة رجال العشائر السنية، بدلا من البعثات المكوكية وجولات التدريب والتسليح التي تقدمها الادارة الاميركية الى بغداد وجنود حكومتها ذات الأغلبية الشيعية”.

 

وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” تأخذ بعين الاعتبار التدريب المباشر لرجال العشائر السنية بعد عملية من التقصي والفحص حسب قول المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل “ستيڤ وورين” الذي رفض إعطاء المزيد من التفصيلات لقوله ان الخطة لم يتم وضع اللمسات الاخيرة عليها حتى الان.

 

عملية “التقصي” او “الفحص” في تدريب رجال العشائر السنية، على اية حال، يمكن ان تتم بشهور اذا لم تكن سنوات، وإن المسؤولين في وزارة الدفاع يطلبون موافقة بغداد اولاً على برنامج التدريب هذا قبل شروع القوات الاميركية في تنفيذه.

 

وفي تصريح منفصل بهذا الشأن، لقائد الأركان الاميركية الجنرال مارتن دمبسي لمجموعة من المراسلين في مؤتمر صحفي في القدس، قال بأن “واشنطن تعتزم إرسال ما بين ٥٠٠- ١٠٠٠ عسكري لدعم الجهود الأمنية على الارض”، مشيرا الى أن “هذه الخطط ربما ستعمل على زيادة عدد المواقع الخاصة بالتدريب في العراق التي تديرها القوات الاميركية، وتساءل “لكن ليس من الواضح الان كم سيكون عددها”.

 

وتابع الجبوري في حديثه للمجلة الأميركية الشهيرة بالقول إن “أقل من 10 آلاف هم مقاتلو (داعش) في العراق على حد تقدير سليم الجبوري، وأقل من 100 منهم الذين تمكنوا من اجتياح غرب مدينة الرمادي الشهر الماضي”، لافتا “هذا عدد قليل يمكن لنا مواجهته”.

 

وحول سر عدم نجاح العراق في مواجهة التنظيم المتشدد، أشار الجبوري بوضوح تام الى “سبب الفشل العسكري لبلاده، الفساد في جميع المراتب والصفوف، الأمر الذي خلق نظاماً يشعر فيه القليل من الجنود فقط في الولاء التام في القتال من اجل الوطن، علاوة على التسليح الفقير جداً، ونقص الدعم اللوجستي والافتقار الى المؤون والذخيرة الحربية وهذه جميعا عناصر مهمة ومطلوبة لمسك الارض والقتال ضد “داعش”.

 

وختم حديثه لفورن بوليسي “بصراحة أقول، إن اللوم يجب ان يوجّه الى الولايات المتحدة وعلى درجة كبيرة في إيجاد ستراتيجية واضحة يمكن لها ان تساعد وتدعم العراق”.

 

 

إقرأ أيضا