عادت نبرة الاتهامات لقوّات الجيش والحشد الشعبي لتعلو من جديد، في محافظة الأنبار، حيث نفى قائم مقام حديثة “الاتهامات” التي وجّهها إليه رئيس مجلس محافظة الأنبار بقطع التيار الكهربائي عن قضاء هيت، قائلاً إن “قوات الحشد الشعبي مسؤولة عن ذلك”، وفيما ذكر قضاء الفلوجة أن “قوات الجيش تمنع وصول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والأدوية إلى المدينة”، شكا ارتفاع أسعار المواد الأساسية إلى الضعف.
ونفى عبد الحكيم الجغيفي، قائم مقام حديثة، في حديث لـ”العالم الجديد”، صلته “بمسألة قطع التيار الكهربائي عن القضاءين (القائم وهيت) اللذين يسيطر عليهما (الدواعش)”. وقال “لم أقم بإصدار أوامر بقطع الطاقة الكهربائية من محطات التوليد في حديثة عن هذين القضاءين”.
واتهم الجغيفي الحشد الشعبي بقطع التيار الكهربائي. وبيّن أن “عناصر الحشد الشعبي قطعوا أسلاك الطاقة الكهربائية التي تزود تلك المناطق بالكهرباء وهددوا بقلع أبراج الطاقة”.
وتابع قائم مقام حديثة “حصل لبس في موضوع قطع التيار الكهربائي وألقيت المسؤولية واللائمة عليَّ شخصياً في الوقت الذي لم أقم بإصدار أي أوامر”.
واتهم صباح كرحوت، رئيس مجلس محافظة الأنبار، أمس الأول الاثنين، الجغيفي بقطع التيار الكهربائي عن قضاء هيت، مشدّدا على أن مجلس المحافظة سيحاسبه.
ويعاني عدد من الأقضية والمدن في الأنبار انقطاعا تاما للتيار الكهربائي منذ أشهر، الأمر الذي سبب تذمر الأهالي بشكل كبير حتى رفعوا مناشدات عديدة للحكومتين المحلية والمركزية للتدخل وإعادة الكهرباء إلى مناطقهم، فيما اعتبر وجهاء تلك المناطق أن القطع بمثابة عقوبة جماعية للأهالي التي يسيطر على مناطقهم المسلحون منذ شهور.
وقال الشيخ محمد البجاري، عضو المجلس المحلي المؤقت لمدينة الفلوجة، إن “قوات الجيش المنتشرة على الطرق الخارجية المؤدية الى مدينة الفلوجة تمنع وصول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والأدوية إلى المدينة منذ شهور”.
ونبه إلى أن “الحكومتين المركزية والمحلية لم تتدخلا رغم مطالباتنا المستمرة بالتدخل وتوجيه أوامر لقطعات الجيش بفتح الطرق أمام حركة نقل البضائع”.
ولفت البجاري إلى أن “الآلاف من الأهالي ما زالوا يعيشون في المدينة وكأن القادة العسكريين والأمنيين يشنون عقوبة جماعية ضدهم بقطع الأغذية والأدوية عنهم”.
وأفاد في حديث لـ”العالم الجديد” بأن “أسعار المواد الغذائية والخضراوات ارتفعت بشكل كبير بسبب النقض الحاد في أسواق المدينة”.
وبيّن أن “كيس الطحين زنة 50 كيلوغراما وصل سعره 40 ألف دينار، والفواكه والخضراوات ارتفع سعرها الى أكثر من ضعفين تقريبا، أما بالنسبة لمشتقات الوقود فقد وصل سعر لتر البنزين 2000 دينار واسطوانة الغاز 35 ألف دينار”.
ونوه البجاري بأن “الأعمال متوقفة والناس بحاجة ماسّة إلى المواد الغذائية ولا ننسى قلة الأدوية والمستلزمات الطبية في الصيدليات وفي مستشفى الفلوجة على وجه الخصوص حيث تمنع وصولها القوات الحكومية الى المدينة عبر الطرق الخارجية”.
وعدّ ما يحصل “جريمة ضد آلاف المواطنين العزل الذين يرزحون تحت رحمة القصف الجوي والبري ولابد من تدخل عاجل للحكومة ومحاسبة القادة الميدانيين على هذه التصرفات غير المسؤولة وأن توجه الحكومة المركزية تعليماتها بالسماح للمواد الغذائية والطبية بالتوجه نحو المدينة”.