اتصالات التنظيم خارج العراق
(أ) علاقة التنظيم في سوريا
عام 1979 سافر الى سوريا بعض أعضاء التنظيم بتكليف إبراهيم خليل المشهداني للاتصال بالجماعة السلفية هناك، وتم اللقاء، واستفسر ممثل تنظيم العراق بخصوص تنظيم الموحدين السوري، فظهر أنه بدأ مباشرة العمل عام 1975، تم خلال اللقاء الاتفاق على التعاون من حيث المبدأ وتطوير الزيارات المتبادلة. وأوضح مسؤول التنظيم السوري أنه يوجد تنظيم في الكويت شبه علني، وهناك روابط بين التنظيمين على الصعيد الشخصي والفكري، وطرح فكرة لعقد مؤتمر السلفيين في الكويت، وتم الاتفاق على ترشيح ممثل تنظيم العراق لحضور المؤتمر بعد الاتصال بالكويتيين لهذا الغرض. وفي كانون الثاني عام 1980 حضر مثل تنظيم سوريا الى بغداد، وعقدت عدة لقاءات بين مسؤولي التنظيم نوقشت خلالها كيفية الوصول للحكم، واختلفوا فيما بينهم، حيث كان رأي تنظيم العراق أن يتم عن طريق التحرك في البلد المتواجد فيه، بينما كان رأي التنظيم السوري هو تجمع المجاهدين من بلدان العالم الإسلامي والهجرة بهم إلى مكان مناسب وإعلان الجهاد.
كما نوقشت آفاق التعاون التنظيمي والثقافي وبعض المسائل الشرعية، وكذلك تمت مناقشة عقد مؤتمر في العراق، لكن لم يتفق عليه في هذه الجلسة. وفي العطلة الربيعية لعام 1980 سافر بعض أعضاء قيادة التنظيم الى سوريا، وتم اللقاء بسؤولي التنظيم في سوريا، وعقدت عدة لقاءات نتج عنها ما يأتي:
(1) دمج التنظيمين في العراق وسوريا، وعرض الفكرة على الكويتيين، واحالة القضية إلى مؤتمر يتم عقده في سوريا بدلا من تركيا، مع اشتراك تنظيم الأردن بممثل سوري.
(2) تم الاتفاق على أن يقتصر المؤتمر الأول على السوريين باعتبارهم ممثلين عن الأردن وبعض دول الخليج والعراقيين عن أنفسهم بحدود ثلاثة أفراد لكل جماعة لحين دعوة التنظيمات الباقية.
(ب) علاقة التنظيم في الكويت
عام 1979 سافر الى الكويت أحد أعضاء التنظيم مع مسؤول التنظيم إبراهيم خليل المشهداني، واتصل هناك بمسؤول التنظيم السلفي بغاية فتح علاقة بين التنظيمين، كما نوقشت قضية المؤتمر المزمع عقده في وقت مناسب، وقد أسهم تنظيم الكويت بمبلغ (1200) دينار، وفي نفس العام تمت عدة لقاءات في موسم الحج، وأثناء اللقاء تطرق ممثل الكويت الى بدايات تأسس الجماعة السلفية في الكويت على أيدي طلاب من الإمارات العربية والبحرين درسوا في الكويت، وتطرق أيضا الى نظرتهم في الوصول للحكم التي تتلخص في التغلغل داخل دوائر الدولة المختلفة لكسب بعض أبناء الأمراء بالخصوص في وزارتي الأوقاف والإعلام، وخصوصا في أقسام العلاقات العامة.
(ج) علاقة التنظيم في السعودية
في موسمي حج عام 1980 و1981 سافر بعض أعضاء التنظيم الى السعودية، وتم اللقاء بالطالب العراقي أحمد قاسم الذي يدرس الشريعة الإسلامية في المدينة المنورة، وعن طريقه اتصلوا بالسعودي علي مشرفي من الجامعة الإسلامية، وتمت مفاتحة التنظيم فأبدى استعداده، وتم منحه درجة تنظيمية، لكن اللقاءات توقفت مع هذا الشخص بعد سفره للقاهرة لغرض الدراسة.
ملاحظات عن التنظيم وأهدافه
(1) تصلح قيادة التنظيم في العراق أن تكون هي المشرفة على التنظيمات السلفية في المنطقة الإسلامية.
(2) يكون التثقيف بالكتب التي ألفها مؤسس الحركة الحنبلية محمد بن عبد الوهاب، ومؤلفات ابن تيمية، وابن القيم الجوزية.
(3) التركيز في جذب العسكريين، والتركيز في الشباب، وعدم الصلاة في الجوامع التي تحتوي على القبور.
(4) قام التنظيم بشراء سيارات تكسي من الشركة العامة للسيارت ودراجات نارية لاستخدامها في تحركاتهم ونشاطاتهم.
(5) يهدف التنظيم الى إقامة الدولة الإسلامية على المراحل الآتية:
الأولى: تكوين نواة أولية للتنظيم، وتكون الدعوة سرية.
الثانية: توسيع التنظيم، وتكون الدعوة علنية.
الثالثة: المزاحمة على السلطة، وتبدأ بالحوار مع السلطة، وفي حالة الفشل تبدأ مواجهة السلطة بالأسلوب العسكري.
(6) يهدف التنظيم إلى الحصول على السلاح من المنطقة الشمالية، ومن الحركات السلفية في البلاد العربية او خارجها.
(7) تؤكد قيادة التنظيم على أعضاء التنظيم الذين يؤدون الخدمة العسكرية على ضرورة استخدام السلاح والانخراط في الدورات العسكرية لكونها مجالا خصبا للتدريب.
(8) يطمح التنظيم لشراء دور سكنية لتكوين محلات اجتماعات للقيادة، وكذلك شراء مكائن خاصة للطباعة والنشر.
القطبيون
تكونت جماعة القطبيين في السجن بعد انتهاء محاكمات قضية الإخوان المسلمين عام 1965 التي تعرف عند بعضهم بتنظيم سيد قطب، وقد تكونت من مجموعة صغيرة من قادة وأعضاء الإخوان المسلمين، وكان على رأسهم الأستاذ محمد قطب شقيق سيد قطب، وكان من ضمنهم كل من عبد المجيد الشاذلي، ومصطفى الخضيري، والدكتور محمد مأمون، وقد اختلفوا مع الإخوان في عدة قضايا أهمها استراتيجية العمل الإسلامي.
والإستراتيجية التي اعتمدها القطبيون للتغيير الإسلامي دونها، مؤخرا بشكل متكامل، محمد قطب في كتابه “واقعنا المعاصر”. وتتلخص في أنه يتحتم تربية أغلبية الشعب على العقيدة الإسلامية الصحيحة، حتى إذا قامت الدولة الإسلامية الحقيقية أيدها وتحمل الصعاب التي ستترتب على قيامها من قبل القوى الغربية التي ستقاوم أي نهضة إسلامية حقيقية في مصر، وستضرب حصارا ظالما (حسب رأيه) على الدولة الإسلامية الناشئة يطال كل شيء من منع استيراد القمح والمواد الغذائية، إلى منع استيراد أي مواد صناعية، بل ومنع تدفق ماء النيل بطريقة أو أخرى، حتى لو وصل الأمر إلى ضرب السد العالي بقنبلة نووية صغيرة. وانطلاقا من هذه الرؤية فالقطبيون يرون أنه يتحتم بجانب تربية الشعب، قبل إقامة الدولة الإسلامية، أن يهتم أبناء الحركة الإسلامية بالتفوق في تعلم العلوم والتكنولوجيا الغربية الحديثة، حتى تتوافر لهم فرص إيجاد الحلول العلمية والعملية الحديثة للتغلب على الصعاب المترتبة على إقامة الدولة الإسلامية في مصر.
ورغم أن استراتيجية القطبيين في التغيير لها رونقها ووجاهتها “بالنسبة لكثيرين من الإسلاميين” فإنهم لم يضعوا تكتيكات (أساليب) واضحة ومناسبة لتحقيقها، ما جعلها تبدو وكأنها نوع من الترف الفكري. كما يلاحظ أن القطبيين ليس لهم نشاط في الجامعات أوالمعاهد أوالنقابات، بعكس كل من الإخوان والسلفيين الآن، والجهاد والجماعة الإسلامية سابقا، وهذا أيضا يعد مظهرا من مظاهر الخلل في أساليب عمل جماعة القطبيين.
التيار القطبي في العراق
ظهر في بداية التسعينيات، وكان من أبرز شخوصه الشيخ سامي رشيد الجنابي، والشيخ موفق الراوي، والشيخ عبد الستار عبد الجبار الجنابي، ومجموعة كبيرة من الشباب في بغداد، وخاصة الكرخ، حيث حمل هذه الفكرة مجموعة من السلفية الحركية أمثال الدكتور محمد الجبوري، والشيخ محارب عبد اللطيف الجبوري، والشيخ وليد حسن الجبوري، والشيخ عاصم الخزرجي، وآخرين ممن اشتهروا بالدعوة والنشاط المعادي لأفكار حزب البعث الحاكم آنذاك.
ورغم ذلك كله فإن التيار القطبي ما زال تيارا مؤثرا وموجودا في معظم محافظات العراق، خاصة بغداد، لكنهم في كل مكان لهم نفس الخصائص الموجودة فيهم في مصر من حيث البطء وعدم الفاعلية، وقد أدى ذلك، في بعض الحالات، إلى تململ عناصر فاعلة داخل الجماعة، ومن ثم الانشقاق عليها مللا من جمود المنهج الحركي لها.