صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

“الخرّيط” حلوى الاهوار الموسمية

اعتاد سكان الاهوار وسكان المدن العراقية ايضا تذوق “الخريّط” حلوى الاهوار في موسم الصيف، فما هو الخريط تلك الخلطة الجنوبية والمنتج العراقي بامتياز

اعتاد سكان الاهوار وسكان المدن العراقية ايضا تذوق “الخريّط” حلوى الاهوار في موسم الصيف، فما هو الخريط تلك الخلطة الجنوبية والمنتج العراقي بامتياز… من اين ينتج؟ وكيف يتم اعداده؟

في فصل الربيع يثمر نبات البردي في الجزء الاعلى منه مادة صفراء تلتف بطول نصف متر حول عود صلب بعض الشيء من اعواد البردي الذي يتميز عنها جميعا كونه العود الصلب الوحيد فيما البقية طرية جدا، ومن يريد ان يعدّ الخريط عليه اولا ان يخرط تلك المادة بين اصابعه من الاسفل الى الاعلى، ويجمع شيئا فشيئا مجموعة ليست قليلة من تلك الثمار التي يجب ان تحوى في وقت معيّن، قبل ان تتحول تلك الثمرة بشكل طبيعي الى مادة اخرى تسمى ” النفّاش ” لها استعمالات مختلفة تماما عن الخريط، على سبيل المثال تخلط مع الطين لاغراض البناء.

بعد ان يجمع الخرّيط يغربل كي تفصل الشوائب عن الرقيق الاصفر الذي يعتبر المادة الاساسية للخرّيط، يعد الخريط ويطبخ بتعريضه للبخار وهو في القدر ويتم بالشكل التالي: توضع كمية معينة من الماء في قدر ثم يوضع الدقيق الاصفر في قطعة قماش داخل القدر على ان تبقى قطعة القماش التي تفصل الدقيق عن الماء الحار محتفظة بمسافة قليلة عن الماء لكي يطبخ الخرّيط ويتماسك من خلال البخار فقط، سكان الاهوار يعرفون ان القدور القديمة لاتوّلد كمية كافية من البخار لذلك يضعون فوق غطاء القدر ما يعزله عن غطاء من الطين يصب حول الجزء الاعلى من القدر.  بهذه الطريقة التقليدية والمحكمة في نفس الوقت يتم اعداد حلوى الخرّيط.

لقد حرص سكان الاهوار على العيش بطريقة فيها الكثير من ملامح الاكتفاء الذاتي، سواء بالنسبة لمتطلبات الحياة العامة من مسكن وملبس او فيما يتعلق بالمأكولات والحلوى وما شابه ذلك، وفي هذا السياق تأتي حلوى الخرّيط باعتبارها حلوى موسمية وماركة مسجلة باسم سكان الاهوار في العراق. نعم لا نملك الكثير كي نسوّقه للآخرين لكنّا نعجز عن تسويق حتى ذلك القليل! والخرّيط ليس استثناءا من ذلك.

 

إقرأ أيضا