صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

الدكتور العيسى وفخّ التكنوقراط

  ثمة أصداء لصيرورة خطاب محدد تنقسم إلى قولٍ وتعبيرٍ وتأثيرٍ، وفي وضع مشتبك وملتبس…

 

ثمة أصداء لصيرورة خطاب محدد تنقسم إلى قولٍ وتعبيرٍ وتأثيرٍ، وفي وضع مشتبك وملتبس كالوضع في العراق، لا يملك ساسته سوى إنتاج الخطاب  وتسويقه، هذا الخطاب الذي ترواح بين الطائفي والتحريضي والتبريري ليصلَ إلى خطاب الوهم، شكّل المسار والوصفة الناجعة لمجال الخراب الحيوي الذي نعيشه في كل ما حولنا ومِن حولنا، رضيت الجماهير بهذا الخطاب وأدمنته سنواتٍ طوال، غير أن لحظة أملٍ طفيفة أيقظت ممن يمتلكون شيئاً من الحبّ لهذا الوطن، الوطن الذي أدمنوا حبه مثلما أدمن هو الأصرار على خرابه، لا يجادل أحدٌ في قدرة الطبقة السياسية في العراق قبل التغيير في 2003 وبعده في إنتاج الخطابات واجترارها ومن ثم اجتراح خطابات جديدة، إذا ما أوشكت القديمة على الاستهلاك وفقدان التأثير الذي يستضمر التخدير الجمعي، وفقاً لهذه الرؤية، تموضع خطاب الإصلاح الذي طالبت به الجماهير وتبناه العبادي مُكرهاً في تغيير وزاري جزئي.

 

استبشر الاكاديميون في أن يتبوأ قيادة وزارتهم أستاذٌ خرج من رحم الاكاديمية ومخاضها الأليم بعد أن ترأسها الأميون وأنصافهم طوال سنوات عجاف، لم يأملوا منه أن يمنحهم أموالاً أو إيفاداً، ولم يطلبوا منه ما هو خارج قدرته وصلاحياته، كل الذي يأملونه هو تغيير الوجوه الكالحة التي انتهبت الجامعة والتعليم ليصلَ إلى وضعٍ لا أتصور بأن الدكتور العيسى راضٍ عنه، إلا أن معالم هذا التغيير غير بادية في الأفق رغم تصريحات السيد الوزير بأنه جاء بتغيير الإصلاح ومن ثم، فإن الاصلاح يجب ان يبدأ بالتغيير الفعلي وليس بإنتاج خطاب لشعبٍ ملّ الخطابات، لا يجدي القول أن الرجل تسلم الوزارة منذ أمدٍ قصير، لا تحدي يشابه تحدي الذات مع نفسها في إطار الزمن، لم يتبقَ أمام الوزير التكنوقراط الكثير من الوقت، لتعديل مسارات الخراب التي ورثها عمن سبقوه، مع كمون رغبة وإرادة في إفشاله وإفشال مشروع حكومة التكنوقراط برمّتها من قبل جهاتٍ لا تُخفى عليه، ومن ثمّ يتحول الأمل في التكنوقراط خيبة مريرة تقضي على جذوةِ أملٍ باقية لانتشال الجامعات من وضعها البائس، يقول الامام علي(ع): الولاياتُ مضاميرُ الرجال، وجاء في المثل المشهور: السيد اللي ميشور يسموه ابو الخرك.

إقرأ أيضا