أمس الاثنين كان يوما جديدا حافلا في الأنبار، فلم يخلُ من انتصارات للجيش وأبناء العشائر على تنظيم “داعش”، إلا أن الحالة الإنسانية في المحافظة، التي تشهد قتالاً عنيفاً منذ 9 أشهر، تعاني ترديّاً واضحاً.
وأمس، وجه أكثر من 500 طالب وطالبة محتجزين، بسبب المعارك، في الأقسام الداخلية لكليتي المعارف والزراعة بالرمادي، نداءات استغاثة إلى الحكومتين المحلية والمركزية لإنقاذهم.
وأغلب هؤلاء الطلبة من الفلوجة والصقلاوية والكَرمة.
وقال طلاب في اتصال مع “العالم الجديد” إنهّم يوجهون نداءهم إلى المسؤولين من أجل توفير طريق آمن لخروجهم من الأقسام الداخلية والعودة إلى مناطقهم.
وأغلب طرق مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، تقطعها القوات الأمنية.
وعلّقت الحكومة الملحيّة الدوام في كليات الجامعة نتيجة المعارك والاشتباكات في المدينة وأطرافها.
وقال أحد الطلاب، مشترطاً عدم ذكره اسمه، إن “المواد الغذائية بدأت تنفد”. وأضاف أن “خطورة الوضع الأمني في الرمادي تواجه بصمت واضح من المعنيين في الجامعة والجهات الحكومية المسؤولة في المحافظة”.
ويأخذ الوضع الأمني تصاعداً لصالح القوات الأمنية.
وقال مصدر في قيادة عمليات الأنبار إن القوات من الجيش والشرطة تساندها عشائر الرمادي تمكنت من قتل العديد من عناصر تنظيم (داعش) الإرهابي في أثناء محاولتهم عبور نهر الفرات بالزوارق من منطقة الحامضية الى السجارية.
وأشار المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إلى أن “قوات الجيش حرقت 4 زوارق كانوا يستقلونها (الدواعش)”.
ووفقاً للمصدر، فإن “قوة من عناصر مكافحة الإرهاب وصلت الى المنطقة ساعدت كثيراً في إبعاد خطر هؤلاء عنها”، مستدركاً أن “القوّة أسرت 12 عنصراً من (داعش)”.
ويبدو أن النداءات التي أطلقتها حكومة الانبار المحليّة من أجل مساندة المحافظة أتت ثمارها، حيث وصلت قوة من بغداد إلى قاعدة الحبانية شرق الرمادي بالتزامن مع وصول عدد من الطائرات محملة بالأعتدة والأسلحة إلى القاعدة.
وتضرب الجانب الإنساني للمدنيين في الأنبار أزمة كبيرة، فلا تزال أكثر من 10 آلاف عائلة في الفلوجة تحت ظروف قاسية للغاية نتيجة الحصار المفروض على المدينة.
واتهم الشيخ محمد البجاري، عضو المجلس المحلي المؤقت للفلوجة، القوات الأمنية بقطع الطرق من وإلى المدينة.
وزعم أن القوات الحكومية “تمنع دخول المواد الغذائية أو الأدوية أو مشتقات الوقود بشكل نهائي إلى الفلوجة ما سبب أزمة حادة وخطيرة”. واستدرك بأن “هناك أزمة كبيرة بعد نفاد المواد الغذائية من السوق ونفاد الأدوية من الصيدليات ومن مستشفى المدينة”.
واستقبل قسم الطوارئ في مستشفى الفلوجة التعليمي 21 جريحاً بينهم 3 أطفال وامرأة تعرضوا لإصابات بالغة نتيجة قصف تعرضت له الأحياء السكنية.