تسلم الروائي العراقي نجم والي جائزة برونو كرايسكي العالمية للكتاب لعام 2014 عن روايته “بغداد مالبورو”، وذلك في قصر بلدية العاصمة النمساوية فيينا، بحضور شخصيات سياسية كبيرة من الحكومة النمساوية، على رأسها رئيس الحكومة النمساوية وعمدة فيينا، وجمهور كبير من رجال الإعلام والصحافة والمتخصصين.
وأشاد يوهانيس سفوبودا، رئيس الكتلة الاشتراكية في البرلمان الأوروبي ورئيس لجنة التحكيم التي ضمت سبع شخصيات أخرى، اشاد فيها بالرواية الفائزة وبالروائي نجم والي “الذي يعلمنا في روايته كيفية العيش في الجحيم”، و”الذي بقدر ما يصور شرور التطرف الديني والتعصب، بقدر ما يحمل الدول الكولونيالية مسؤوليتها أيضاً عما يحدث هناك” على حد تعبيره.
وألقى نجم والي كلمة بالمناسبة، عبر فيها عن شكره للجنة التحكيم، متحدثاً عن مفاجأه خبر حصوله على الجائزة عندما كان لايزال في نيويورك في رحلة بحث وتقصٍ لرواية جديدة يعمل عليها، كما تحدث الروائي العراقي بالتفصيل عن العلاقة التي تربطه بشخصية كرايسكي، والذي وجد فيه نموذجاً للنضال ضد الديكتاتورية، ونذر حياته بالكفاح من أجل الحرية والسلام، خاصة وأنه كان أول الداعين إلى حل سلمي للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني على أساس حل الدولتين، تتعايشان بجوار وسلام، “كرايسكي هو هذا المزيج وهو شاب من المناضل الشاب الألماني هانز شول الذي قُتل على يد النازيين بسبب توزيعه منشورات ضد الديكتاتور ثم وهو عجوز من شخصية البروفيسور “بولمان” في رواية أريش ماريا ريمارك “للحياة وقت وللموت وقت”، الحكيم كرايسكي بكل سياسته التقدمية، بأفكاره الذكية، ببحثنا عن النصيحة عنده. ثم تحدث الروائي نجم والي عن طريقته الخاصة بالكتابة التي جعلت نقادا عالميين يُطلقون عليه “حكّاء القصص المتداخلة مع بعض”، والتي شبهوها “برقص الفالس”.
وأنهى الروائي العراقي كلمته قائلاً “هذه الجائزة هي بالنسبة لي وكتاباتي ليست شرفاً واعترافاً فقط، بل هي بشكل خاص تحفيز وتكليف لمواصلة الكتابة والنشاط من أجل التفاهم بين الشعوب والسلام، والكفاح ضد الاتجاهات الأوتوقراطية والعنصرية في السياسة والمجتمع…”
الحفل الذي حضره أيضاً السفير الفلسطيني في فيننا السيد صلاح عبد الشافي، والذي لم ينس الإشادة بكلمة الروائي والثناء عليه، استمر حتى ساعة متأخرة من الليل، تخللته حوارات ومناقشات جمعت الروائي بالحضور.