تعرض رئيس تحرير مجلة “الأزهر” العريقة، المفكر الاسلامي المصري الدكتور محمد عمارة، لضغوط من قبل قبل شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب، أجبرته على تقديم استقالته التي قبلها الطيب أمس السبت، على إثر اختلاف في وجهات النظر، بالاضافة الى موقف عمارة السلبي من حكم السيسي.
القصة بدأت منذ زيارة شيخ الأزهر الأخيرة للندن، وهي الزيارة التي شهدت لقاءه مع “مجلس اللوردات” البريطاني، الذي لم يجد حرجا في توجيه سؤال عن حقيقة ما نشر في مجلة الأزهر عن شهادة القسيس مونتجمري التي أقر فيها بفشل المسيحية وانتصار الإسلام، وذلك في كتيّب أصدرته مجلة الأزهر بعنوان ”شهادات غربية لتراث الإسلام”.
السؤال المحرج أثار حفيظة الشيخ الطيب، فما كان منه إلا أن هاتف رئيس تحرير “الأزهر” محمد عمارة الذي لم ينكر، معتبرا أن الكتاب (شهادات غربية لتراث الإسلام) سبق نشره في مكتبة الأسرة في عام 2001 بتقديم رئيس هيئة الكتاب الأسبق د. سمير سرحان.
شيخ الأزهر الذي سبق وأن ضاق ذرعا بعمارة فحجب اسمه كرئيس للتحرير، ومنعه من استكتاب مفكرين، واستجلاب آخرين، فأسرّها في نفسه هذه المرة، وعقد العزم على إزاحة عمارة أخيرا من مقعده الأثير في مجلة “الأزهر”، وقبل باستقالته امس.
وأفادت صحيفة “رأي اليوم” الالكترونية بأن عمارة سبق وأن قدّم استقالته لشيخ الأزهر يوم 3 حزيران يونيو الماضي، معترضا فيها على تدخل شيخ الأزهر في اختيار كتيبات لنشرها، وتجاهل أخرى، وهو الأمر الذي لم يرض عنه عمارة، لاسيما وأنه وصل بتوزيع “الأزهر” الى معدلات غير مسبوقة في تاريخها المديد ” نحو 90 عاما”، فقدم استقالته، التي أبقاها شيخ الأزهر في مكتبه الي حين، حتى لا يقال إنه استجاب للضغوط التي قيل إنها مورست عليه لإقالة عمارة بناء على رغبة السيسي الذي لم ينس لعمارة تنديده بـ”انقلاب 3 تموز يوليو”، في بيان منشور صوتا وصورة.
إلا أن اجتماع مجلس اللوردات مع شيخ الأزهر يبدو أنه كان السبب الرئيسي في القرار الذي كان لا مفر منه، بقبول استقالة عمارة من منصبه في مجلة “الأزهر”، وهي الاستقالة التي يُتوقع أن تزيد الأوضاع اشتعالا في “الأزهر”.