صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

(العالم الجديد) ترصد معاناة أهالي الأنبار ونازحيها في ظل موجة البرد

  يجمع علاء صابر، الذي نزح مع عائلته من الرمادي إلى مدينة الحبانية السياحية، الأخشاب المترامية من أجل إضرام النار فيها للطبخ والتدفئة

 

يجمع علاء صابر، الذي نزح مع عائلته من الرمادي إلى مدينة الحبانية السياحية، الأخشاب المترامية من أجل إضرام النار فيها للطبخ والتدفئة.

 

يشكو صابر ليس من قلّة الوقود والغاز، وإنما قلّة الأخشاب والحطب، فهو “موافق على العيش على طريقة الإنسان القديم.. لكن حتّى الطبيعة تقف ضدّنا في الانبار”، حسب قوله.

 

واجتاحت الانبار موجة برد غير مسبوقة منذ عقود عصفت، في وقت تعاني فيه غالبية المحافظة من انقطاع تام للتيار الكهربائي وشحة وقود التدفئة ما يجعل عشرات الآلاف من الأهالي في خطر شديد وخاصة النازحين منهم داخل المحافظة الذين يسكنون الهياكل والأبنية قيد الإنشاء والمخيمات.

 

ويقول صابر في حديث لـ”العالم الجديد” إن “السياسيين يرقدون هم وعوائلهم على مكيفات الهواء خارج المحافظة ليتركونا نواجه مصيرنا المأساوي لوحدنا وليس لنا منهم سوى التصريحات الفارغة التي لا تسمن ولا تغني من جوع”.

 

ويؤشِّر الناشط المدني، خالد الزيدي، خطورة على النازحين في ظلِّ موجة البرد.

 

ويتحدث لـ”العالم الجديد” قائلا “نحن في تواصل مستمر مع الأهالي، لكننا لا نستطيع أن نقدم لهم شيئاً فإمكانياتنا محدودة للغاية، ولا أحد يقدم لهم المساعدة من المعنيين في ظل انقطاع أغلب الطرق بسبب المعارك”.

 

وتعد الأنبار من المناطق الصحراوية المفتوحة والمترامية الأطراف وتحدها من الغرب سوريا والأردن اللتان تتعرضان للعاصفة الثلجية “هدى” منذ أيام وتوفي إثرها عدد من النازحين في المخيمات.

 

ويقول ياسر الحسني، عضو منظمة الإغاثة الإنسانية في الأنبار، إن “غالبية أهالي الأنبار يمرون بوضع مأساوي، ولجأ بعضهم إلى البحث عن الحطب غير المتوفر أصلاً، ولذلك نناشد الحكومتين المحلية والمركزية والمنظمات الدولية الإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ عشرات الآلاف من الأهالي، وخاصةً النازحين منهم من خطر البرد الشديد بأسرع وقت”.

 

ويشير الشيخ فاضل الدليمي، أحد شيوخ عشائر الأنبار، إلى أن “على سياسيي المحافظة أن يحفظوا ماء وجوههم ولو لمرة واحدة ويغيثوا أهلهم وأبناء محافظتهم”.

 

ويعدّ الدليمي في حديث لـ”العالم الجديد”، “هذه الفرصة التاريخية لتناسي الأحقاد والضغائن والتنافس السياسي الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه من كوارث ولابد من التدخل العاجل لتوفير مستلزمات التدفئة للأهالي والنازحين على حد سواء في المحافظة”.

 

ويقول إن “الجهات المعنية في الحكومتين المحلية والمركزية في غياب تام عما يجري للأهالي، ونحن رغم عدم ثقتنا بهم، لكننا نناشدهم لأنهم يمثلون المحافظة ويزعمون أنهم على قدر المسؤولية فنقول لهم كونوا على قدر المسؤولية اليوم فآلاف الأنباريين نساء وأطفالاً وشيوخاً يواجهون خطر موجة البرد الشديدة التي ضربت المحافظة”.

 

ولا يختلف حال أهالي الفلوجة وأطرافها عن بقية مدن الأنبار، ففي المناطق الريفية حيث تكثر الأشجار يلجأ المواطنون إلى تقطيعها وإشعال مواقد التدفئة، أما داخل المدينة، حيث لا أشجار ولا وقود ولا وسائل تدفئة ولا كهرباء فالمعاناة أكبر.

 

ويقول مثنى العاني، عضو المجلس المحلي للفلوجة، إن “ما تفعله الحكومتان المحلية والمركزية أمر غير معقول، فهي تحاصر المدينة اقتصادياً وتمنع وصول الغذاء ومشتقات الوقود إليها وتقطع الكهرباء عنها منذ اشهر، وها نحن ندخل في موجه شديدة البرودة، ما ينذر بخطر كبير على الأهالي أمام صمت مستمر من مسؤولي المحافظة”.

 

 

 

إقرأ أيضا