على خطى اشهر اديبات شمال اوروبا امثال “الستريد ليندغرين”، “سلمى لاغرولوف” و”توفه جانسون” تنقل الاديبة الفنلندية كاتري تابولا خطواتها من نجاح الى آخر. كتبت اربع روايات اشهرها رواية “الفتيات الشاحبات” التي حازت على جائزة صحيفة هلسنكي في مجال الادب عام 1998. اضافة الى جوائز اكاديمية اخرى.
لها اعمال مهمة في مجال ادب الاطفال بعضها ترجم للعربية منها على سبيل المثال “حكاية الامير الصغير”، “حكاية اميرة صغيرة”، وايضا عمل “نزهة الاماني”. من اجل الاقتراب اكثر من تجربة الاديبة كاتري تابولا زارتها العالم الجديد الى مشغلها وسط هلسنكي واجرت معها الحوار التالي:
- ستكون البداية من سؤال تقليدي من انت؟
انا كاتري، ولدت في مدينة “الما يوكي” التابعة لمقاطعة “بوهياما الجنوبية” جنوب غرب فنلندا. نشأت هناك حيث السهول، الارض والسماء، الافق المفتوح والمناظر الجميلة. ولدت في الستينات من القرن الماضي. ابي وامي كانا يسكنان العاصمة هلسنكي ثم انتقلا لاحقا الى هناك. ابي كان مدير مدرسة وكان على احتكاك مع العديد من الناس، يشرف على الدورات التعليمية وهو على تماس مع مختلف الشرائح. امي كانت معلمة ايضا. سكنا في محيط القرية التعليمية، كنا مجموعة من العائلات نسكن في تلك القرية، نحن الاطفال كنا نلعب سوية، نمرح ونرتب الحصى وفق ما نشتهي. اكون سعيدة جدا حينما اتحدث عن طفولتي، هذا الجزء مهم جدا من حياتي.
- تحملين شهادة في فقه اللغة وماجستير فلسفة وتكتبين في مجال الادب اين تجدين نفسك بين تلك المجالات؟
رغم اني ايضا عملت في مجال تخصصي في اللغة لفترة الا انني اجد نفسي في مجال الكتابة اكثر من المجالات الاخرى. عالم الكتابة يشدني اكثر.
- هل يختلف الادب في شمال فنلندا عن غيره؟
لا اعلم هل يختلف كثيرا ام لا، لست متخصصة في مجال الادب المقارن واقارن ذلك مع ادب الاطفال في بقية انحاء العالم، لكن ان كان للادب في منطقة شمال اوروبا ما يميزه فقد يعود الى وجود اسماء مهمة تمثل قدوة في هذا المجال مثل “الستريد ليندغرين”، “سلمى لاغرولوف” و”توفه جانسون”.
- هل تضمّنين فيما تكتبين رسائل للصغار؟
حينما اكتب للكبار ربما اوجّه رسائل خاصة فيما اكتب، لكن مع الصغار الامر مختلف، اثق كثيرا بذكاء الطفل وطريقة تعامله مع ما يكتب له. قد تكون هناك سياقات خاصة في مجال الكتابة للاطفال لابد من التامل فيها ومراجعتها، وربما هناك رسائل ضمنية تاتي في سياق كتابة النص بين السطور او من خلال الرسومات التي يتضمنها العمل. لكن لا افضّل توجيه الرسائل للاطفال اثناء الكتابة. فيما يخص لغة الكتابة للاطفال ايضا لا افضل ان تكون مبسطة جدا، بل يمكن ان تكون متنوعة وغنية بعض الشيء. ولا بأس ان يتضمن العمل الخاص بالاطفال مفردات لا يفهما الطفل فهي في نهاية المطاف تدفعه للتساؤل. كما ليس بالضرورة ان يكون العمل واضحا تماما للاطفال. اضف لذلك ايضا ان لكل عمل مميزات خاصة به وقد تكون ضوابط خاصة به.
- قلت انك تثقين بذكاء وفهم الطفال… لكن ماذا لو لم يكن الطفل متعلما بما يكفي؟
اثق بذكاء وفهم الاطفال سواء كانوا متعلمين ام لا، اثق بذكاء الاطفال بما هم اطفال. الاطفال حكماء وهم افضل البشر. قد يكون ذلك تفكيرا ساذجا لكني انطلق من بعد انساني وعلينا ان نترك الفوارق جانبا حتى بيننا وبين الصغار. الاطفال ممتعون جدا حينما يراجعون الاشياء فيما بينهم. قد نتصور انهم يتناولون الموضوعات بطريقة خاطئة لكن الاصح انهم يتناولونها بطريقة مختلفة.
- احد اعمالك الذي سيطبع قريبا للعربية اسمه نزهة الاماني وكتبت على الغلاف بالنسخة الفنلندية العنوان بالعربي لماذا ؟
هذا الكتاب كتب بالتعاون مع المترجمة “ماريا باكالا” وفيه بعض التفاصيل القادمة من الشرق، كما انه في خاتمة الكتاب هناك قصة قصيرة عن اميرة اسمها “سلامه” وهو اسم عربي، كأن هناك كتاب آخر داخل هذا الكتاب. اشعر ان العنوان اضافة تغني الكتاب. ناهيك عن وجود قراء عرب في فنلندا بعد موجات الهجرة الاخيرة.
- لديك رواية شهيرة حازت على جوائز مهمة هل ننتظر مشاريع على غرارها قريبا؟
بالقريب العاجل لم افكر بمشروع بهذا الحجم، اكتب للاطفال وايضا اكتب حاليا منتجا للشباب. العمل للاطفال شيق اضافة الى ذلك ففي الاعمال للاطفال لابد من تعاون مع رسامين ولذلك تكون التجربة مختلفة. اعمل ايضا على انجاز كتاب جديد وهو عبارة عن قصص قصيرة.
- هل انت مع من يعتقد بان الكاتب والمبدع لابد ان يعيش للاخرين ويجند نفسه للابداع؟
انا شخصيا افضل ان اعيش وتكون لي حياتي الخاصة واعيش كبقية البشر، افضل ان تكون حياتي لي، نشاطي اليومي وهواياتي وعائلتي وتفاصيل اخرى.