كشفت نتائج الانتخابات البرلمانية الفنلندية في دورتها السابعة والثلاثين، والتي اقيمت الأحد الماضي، عن فوز واضح لحزب الوسط المعارض، حيث حصل الحزب على 49 مقعدا، متقدما بأحد عشر مقعدا عن أقرب منافسيه في هذه الدورة الانتخابية وهو حزب الفنلنديين الحقيقيين “يمين متطرف” وحصل على 38 مقعدا. أما حزب المؤتمر الوطني “يمين معتدل” والذي يقود الحكومة الحالية فقد حل ثالثا بحصوله على 37 مقعدا. فيما جاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالمرتبة الرابعة حيث حصل على 34 مقعدا.
وكان مركز الاحصاء الوطني أكد أن عدد الاحزاب المشاركة، وصل الى 15 حزبا، فيما وصل عدد المرشحين في هذه الدورة الى 2146 مرشحا، بينهم 1301 رجلا و845 امرأة، ترشحوا موزعين على 13 دائرة انتخابية هي كالتالي: Helsinki، Häme، Kaakkois-Suomi، Keski-Suomi، Lappi، Oulu، Pirkanmaa، Satakunta، Savo-Karjala، Uusimaa، Vaasa، Varsinais-Suomi، اضافة الى اقليم آهفنن ما. اما عدد الناخبين فيتجاوز بقليل الاربعة ملايين ونصف المليون ناخب، شارك اكثر من ثلثيهم في الانتخابات حيث وصلت نسبة المشاركة في التصويت الى 70.1%.
النتائج تشير الى تحوّل كبير في مسيرة حزب الوسط خلال السنوات الاربع الماضية، فبعد ان كان يقود الحكومة قبل اربع سنوات وكان يحظى بجمهور واسع.. فإنه سقط سقوطا مدويا في انتخابات العام 2011، وهذا ما دفعه لاتخاذ خيار المعارضة على الدخول في الحكومة وفضّل ترتيب اوراقه من جديد فاستبدل بعض الوجوه القديمة بوجوه جديدة، كما حرص الحزب على التمسك بجملة من الملفات التي تمس الشريحة التي تشكل الجزء الأكبر من جمهوره، وهي شريحة الفلاحين، مضافا الى ذلك، فان الوسط يقف بالضد من قانون المثليين الذي اقر قبل اشهر من قبل البرلمان الفنلندي، اضافة طبعا الى جملة من العوامل الاخرى.
التحوّل الاخر الذي شهدته الانتخابات الفنلندية هو تراجع احزاب اليسار عموما، وبالخصوص حزب SDP او الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الذي يتراجع للمرة الثالثة على التوالي في الانتخابات الفنلندية، ولم تنفع محاولات الحزب المختلفة من اجل ايقاف ذلك التراجع الملفت، ما دفع زعيم الحزب آنتي رينّه الى القول بعيد صدور النتائج مباشرة، حينما سئل عن ذلك التدهور “حانت اللحظة التي يجب ان نعيد فيها هيكلة الحزب من جديد”. الاستثناء الوحيد في جبهة اليسار هو حزب الخضر الذي حصل على 15 مقعدا بزيادة خمسة مقاعد عن الدورة السابقة حيث حصل في الدورة السابقة على 11 مقعدا فقط.
من جهته، فان زعيم حزب الوسط يوها سيبيلا، وحينما سئل من قبل وسائل الاعلام بعد صدور النتائج عن شكل الحكومة الجديدة اجاب قائلا “يجب ان نحتضن بعضنا جميعا ولدينا وقت كاف للتفاوض” في اشارة واضحة الى فسح المجال مبدئيا امام الجميع للدخول في مفاوضات تشكيل الحكومة بما في ذلك حزب الفنلنديين الحقيقيين.