صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

وسط الشريط الساحلي التونسي الممتد من جنوب شرق تونس الى اقصى شمال شرقها عبر المتوسط تقع مدينة “سوسة” احدى اجمل مدن البلاد المحطة السياحية الابرز فيها التي تكاد تطوّقها بساتين الزيتون

(العالم الجديد) تستكشف مدينة سوسة.. عروس تونس المتوسطية

وسط الشريط الساحلي التونسي الممتد من جنوب شرق تونس الى اقصى شمال شرقها عبر المتوسط تقع مدينة “سوسة” احدى اجمل مدن البلاد المحطة السياحية الابرز فيها التي تكاد تطوّقها بساتين الزيتون.

 

وكعادة المدن السياحية فان سوسة فيها مدينة قديمة واخرى جديدة، فالمدينة القديمة تضم المعالم التاريخية مثل الرباط او القلعة التاريخية التي يعود بناؤها الى القرن الثامن عشر، والمسجد الكبير الذي اسس في القرن التاسع عشر، متحف سوسة، وكذلك متاجر الصناعات اليدوية والتذكارية اضافة لأسواق العطارين. يعود تأسيس مدينة سوسة الى القرن التاسع قبل الميلاد حيث اسسها الفينيقيون آنذاك، ثم تعاقبت على المدينة حقب مختلفة بسبب ما تعرضت له من احتلالات، ولا تزال بعض شواخص المدينة القديمة شواهد على مختلف تلك الحقب التاريخية.

 

اما المدينة الجديدة في سوسة فتمتد على طول شارع 14 جانويه الموازي للساحل، ويبدأ الشارع من مركز المدينة وحتى المنتجع السياحي المعروف باسم “القطّاوي”، في تلك المنطقة تتوزع عشرات الفنادق، المطاعم السياحية بنكهاتها المختلفة، اضافة لوجود المرافق السياحية المتنوعة، من هناك في متناول السائح القيام بجولة بحرية في شواطئ المتوسط، عشرات القوارب تقوم بجولات بحرية على مدار اليوم، لكل قارب خصوصية في التصميم والشكل، ومنها قوارب تمكّن السائح من مشاهدة قاع البحر من خلال شبابيك زجاجية في قاع القوارب.

 

ان تكون في سوسة يعني انك في منتصف الجغرافيا التونسية، من هناك بإمكانك الذهاب الى جميع الوجهات السياحية بما في ذلك صحراء تونس الواقعة جنوب وغرب البلاد بتوقيتات مناسبة جدا. كما ان مدنا سياحية وتاريخية اخرى مثل “القيروان” و”المهدية” عاصمة الدولة الفاطمية لا تبعد سوى عشرات الكيلو مترات. اما العاصمة تونس وآثار قرطاج الرومانية فلا تبعد اكثر من 140 كم. في سوسة يوجد ما في المدن الاخرى من الثقافة والاعراف والتقاليد التونسية وفيها ما يميزها ايضا، معظم فنادقها خصصت مساحة لا بأس بها للحمام التونسي بمراحله المختلفة. سوسة كما هو الحال مع بقية المدن التونسية على احتكاك يومي مع السواح، حيث يزور البلاد سنويا حوالي سبعة ملايين سائح، وهذا يتطلب بنية سياحية ممتازة جدا قادرة على استيعاب هذه الأعداد الهائلة. البنية السياحية لا تعني الخدمات فقط، بل تعني شريحة كبيرة من التونسيين ينشطون في هذا المجال. ممتعة جدا الرحلة الى بلد مثل تونس يعتمد السياحة موردا اقتصاديا اساسيا ويمتلك سواحل تمتد قرابة 1300 كيلو مترا على ضفاف البحر الابيض المتوسط. من يزور بلاد الياسمين لا يودعها الا على غرار وداع ذلك الدمشقي المرهف الاحساس حينما قال:

 

“يا تونس الخضراء جئتك عاشقا               وعلى جبيني وردة وكتاب

 

أحرقت من خلفي جميع مراكبي                 إن الهوى أن لا يكون إياب

 

يا ساكنات البحر في قرطاجة                     جف الشذا وتفرق الأصحاب”

 

 



 

 

إقرأ أيضا