وفقا لما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية فإن السفير العراقي “سعد محمد رضا” في البرتغال معرّض للطرد بسبب طيش ابنائه، حيث قام ابناء السفير بالاعتداء على صبي برتغالي بطريقة عنيفة جدا ادت الى دخوله في غيبوبة ونقل اثر الاعتداء بمروحية الى المستشفى، الصحيفة ذكرت ان حالة الصبي حرجة جدا.
ولان الاعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية تحمي السفير العراقي وافراد عائلته من المحاكمة نظرا لتمتعهم بالحصانة من هنا قد تلجأ البرتغال الى طرد السفير واعتباره شخصا غير مرغوب فيه.
ان العراق الذي يعاني من تشويه اعلامي واستهداف من قبل جهات عديدة لأسباب مختلفة لم يكن بحاجة الى توفير مزيد من نقاط الضعف لخصومه، ان سلوكا من هذا النوع ينسف ما تقوم به المخلصون من ابناءه بهدف تحسين صورة العراق والعراقيين عند الرأي العام الدولي.
ان ما حصل في البرتغال يحصل بشكل او بآخر في سفارات العراق الاخرى وكأنه ظاهرة متفشية في العديد من البعثات العراقية، يأتي ذلك نتيجة لعدم معاقبة المسيئين من كوادر السفارات او المتعلقين بهم. بل اكثر من ذلك تقوم الوزارة بمنح المسيئين مواقع اكثر اهمية تتويجا لجهودهم السلبية ومخالفاتهم القانونية. في هذا الصدد على سبيل المثال لا الحصر اثبتت اللجنة التحقيقية التي شكلتها وزارة الخارجية بخصوص التحقيق في اتهامات وجهت للسفير العراقي في بيروت “رعد الالوسي” ان الاخير قام بتوظيف موظفين وهميين “فضائيين” من اجل الحصول على مزيد من المال، وبعد ان تأكدت الوزارة من ارتكابه مخالفة قانونية نقلته الى مركز الوزارة وتم تعيينه مسؤولا عن دائرة حقوق الانسان في وزارة الخارجية! فيما عيّن الشخص الذي قام بتسهيل المهمة له “مثيل السبتي” سفيرا للعراق في هلسنكي! هذا الاخير يتذرع كثيرا بانه مستهدف لأنه ينتمي للأقلية المندائية الكريمة ويتكئ كثيرا على تلك الورقة من اجل تلافي اي محاسبة، وهذا ما يدفعه لمزيد من الاساءات، قبل ذلك كان مثيل قد نقل من اسلوفاكيا الى المركز على خلفية اتهامات بالتقصير وجّهت له. تلك القصة المثيرة وتتويج ابطالها بمناصب مهمة في الخارجية نشرت في صحيفة العالم الجديد مرفقة بوثائق دامغة في 19/5/2016.
العالم الجديد كانت قد نشرت ايضا تقاعس السفارة العراقية في واشنطن عن اداء دورها حينما كان السفير “لقمان الفيلي” رئيسا للبعثة، ونشرت اكثر من قصة عن ذلك وخصوصا التقرير المطوّل الذي نشرته بتاريخ 15 آب 2015.
السفير العراقي الحالي في جنوب افريقيا “سعد عبد الوهاب قنديل” حينما كان سفيرا في هلسنكي وتتويجا لمواقفه السلبية صرّح خلال كلمة له القاها في مؤتمر عن الارهاب في جامعة هلسنكي بأن تنظيم القاعدة لم يستهدف الاطفال! في موقف مثير للاستغراب وغير متوقع من دبلوماسي تعرض بلده الى عشرات العمليات الارهابية التي قتلت الاطفال واعلنت القاعدة مسؤوليتها عنها وهناك عمليات مصوّرة تؤكد ذلك، السفير لم يجد طريقة اخرى للدفاع عن ابناء شعبه غير تبرئة القاعدة! ذات السفير اشتهر بقصة مطالبته الوزارة شراء قارب له في فنلندا تصل قيمته الى 50 الف يورو تزامنا مع اجتياح داعش للموصل وصلاح الدين، قنديل ارتكب ايضا قبل ذلك اخطاء كارثية في بولندا حينما كان سفيرا هناك وعاقبته السفارة بنقله الى هلسنكي! وبفضل جهود رؤساء البعثات فقد وضعت السفارة العراقية في هلسنكي بالقائمة السوداء بسبب ارتكاب بعض المسؤولين فيها مخالفات قانونية دون تسديد ما بذمتهم من متعلقات مالية.
وجود الكوادر المسيئة لا يلغي دون ادنى شك وجود بعض الحريصين على سمعة العراق، ولهم جهود مثمرة في ذلك نشجع عليها جميعا لكن ظاهرة الاساءة للعراق من قبل جهات يفترض انها تحملت مسؤولية الدفاع عن المصالح العراقية لا يمكن ان تغطّى بغربال! الامور تجاوزت التصرفات الفردية لتتحول الى ظاهرة مؤسفة تتطلب استصدار قرارات شجاعة تحفظ لهذه البلاد شيئا من سمعتها.