مشهدان مفرحان يمكن الاطلاع عليهما من خلال وكالات الانباء ومواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع اشتداد معارك قواتنا العسكرية ضدّ تنظيم داعش الارهابي لاستعادة الموصل الاسيرة منذ عامين ونصف.
الاول هو فتح المدارس في مدينة القيارة، والتحاق الطلاب بكثافة في مقاعدهم للمضي بالعملية التعليمية كما هو حال باقي مناطق العراق.
أما المشهد الاخر، عودة محاكم حمام العليل، المدينة المحرّرة حديثاً، إلى مقرّها الاصلي، بعد أن كانت تمارس مهامها طيلة المدة الماضية في مقر بديل اسوة بباقي محاكم المناطق المحتلة فلم يشهد العراق أي تعطيل للعمل القضائي في المحافظات الساخنة بعد أن حرصت السلطة القضائية الاتحادية على استقبال دعاوى المواطنين ومعاملاتهم في مواقع مؤقتة حتى لا يحصل هناك انقطاع في سلسلة العمل.
بالفعل أن ابرز معالم عودة الحياة إلى المجتمعات والارتقاء بها يبدأ من الاهتمام بالنظام التعليمي والقضائي وعدم تعطيلهما تحت أي ظرف.
مع اي انتصار تحقّقه القوات العسكرية على الجبهات الغربية والشمالية نجدّ أن دُور القضاء في طليعة المؤسسات التي يجري اعادة افتتاحها، ويبدو أن تنظيم (داعش) الارهابي التفت إلى هذه الركيزة الاساسية في المجتمع فبادر على سبيل المثال إلى تفجير دار القضاء في عنة مع اقتراب تحريرها.
من التعليقات الطريفة التي أطلعت عليها من خلال الفيس بوك، هو انتقاد احد الصحفيين الموصلّين لعملية اعادة تأهيل مسجد على اطراف الموصل اتخذه تنظيم داعش مكاناً لإدارة شؤونه.
حيث قال إن المؤمنين سوف يلحقون بركب الركعات التي فاتتهم من الصلاة رغم أنهم لم ينشغلوا باستعادة مدنهم، وعليهم ألا يولوا اماكن كان بعضها وكراً للإرهاب وبث التطرف الاولوية قبل تأمينها فكرياً وتحصينها من عودة اشخاص يفرقون بين اطياف المجتمع من خلال اعتلائهم المنبر.
هذا الصحفي، يؤكّد أن الخطوة الصحيحة والتي تُشعر المواطن في نينوى بملامح النصر هو مشاهدته مؤسسات العدالة مرة اخرى في مدنه تمارس اعمالها لاستعادة الحقوق المغتصبة ومحاسبة المقصرين، وهو ما يحصل حالياً.
إن الامل يبدأ من هنا، بعودة المؤسسات القضائية وتعزيز العدالة داخل المجتمعات، فالجميع بات بتقرب دخول قواتنا البطلة إلى مركز الموصل، وممارسة قضاتها عملهم من مقرّ الاستئناف وهذه اهم الرسائل التي ستصل إلى العراقيين واهالي نينوى على وجه الخصوص بأن مؤسسات الدولة تفرض هيبتها من جديد تحت غطاء الدستور والقانون.