تضامنا مع المظاهرات السلمية التي شهدتها معظم المدن العراقية خرجت الجالية العراقية بمختلف شرائحها في فنلندا مساء الجمعة في نشاط مدني اقيم امام مبنى السفارة العراقية في العاصمة هلسنكي.
المتظاهرون في فنلندا دعوا الى التضامن والتأييد للحراك الشعبي السلمي في الشارع العراقي والذي اثمر عن سلسلة من الاصلاحات المهمة وغير الكافية في نفس الوقت. ودعوا الى محاربة الفساد الاداري والمالي بكل اشكاله. صحيفة “العالم الجديد” كانت بين المتظاهرين ورصدت ردود افعالهم عن تلك الوقفة التضامنية. بهاء السوداني احد المتظاهرين الذين قدموا من مدينة تامبيرا التي تبعد حوالي 180 كم غرب مدينة هلسنكي تحدث للعالم الجديد عن مشاركته في التظاهرة قائلا: “خرجنا اليوم بمظاهرات سلمية مدنية في هلسنكي لأجل الاصلاح السياسي وتوفير الخدمات للشعب العراقي.. قلوبنا معك يا عراق”.
اما الناشطة العراقية شفق احمد عبد الله فقد شكرت في حديثها للعالم الجديد “كل من شارك بتلك المظاهرة من ابناء الجالية الكرام بمختلف مشاربهم من اجل مؤازرة اخوانهم داخل العراق ومطالباتهم بالإصلاح واقامة دولة العدل والمواساة” مضيفة “شعرنا جميعا بالفخر لمشاركتنا المتواضعة هذه في بناء اولى لبنات العراق الجديد”. في ذات الصدد ايضا يأتي حديث حيدر البلداوي وهو احد المساهمين في تلك المظاهرة “كانت مظاهرة سلمية لتأييد ودعم مطالب الجماهير والشعب العراقي وشباب ساحة التحرير” منوها الى ان “هذا اقل ما يمكن فعله لمساندة اهلنا في العراق والحمد لله كانت مظاهرتنا ناجحة بعيدة عن الطائفية ولهذا شارك فيها الجميع”.
المنظمون للتظاهرة وهم مجموعة من الناشطين العراقيين المدنيين في فنلندا حرصوا على ان تكون المظاهرات معبرة عن نبض الشارع العراقي وان تكون بعيدة عن الانحياز ضد او مع حزب بعينه بل احتجاج ضد ممارسات الطبقة السياسية الفاسدة وهذا ما جاء في البيان الختامي للمظاهرة “منذ اسابيع خرج المواطنون العراقيون في معظم المدن العراقية بسلسلة من المظاهرات المطالبة بمحاربة الفساد الاداري” واضاف البيان وتضامنا معهم ايضا تظاهر اخوتهم خارج العراق من اجل تحقيق ذلك الهدف”.
ادناه نص بيان المظاهرة:
نحتج ضد الفساد الذي يمثل الوجه الاخر للإرهاب
محنة بعد اخرى مرت وتمر على شعبنا العراقي المتعب من عناء الايام وعبث وتكاسل القيادات اللامسؤولة التي تقود العراق.. وفيما يعضّ الشعب العراقي جراحه ويتناسى معاناته اليومية تحقيقا لسلم الاولويات ودعما للدولة العراقية في حربها على الارهاب نجد بالمقابل ما تقوم به الطبقة السياسية من دور عبثي وتقصير متعمّد تجاه اداء مسؤولياتها في قيادة هذا البلد، لقد تحاصصوا المناصب والدنيا، تقاسموا الكعكة فيما بينهم بمشاركة مافيات الفساد وتجار السياسة، واستحوذوا على جميع مفاصل الدولة العراقية وكأنهم بشكل او بآخر مارسوا ذات السلوك البعثي البغيض.. وبعد ان يئس المواطن العراقي من محاولات الاصلاح التي دعت لها القوى المدنية والمرجعيات الدينية، ولم يحصد من طاولات الحوار سوى المؤتمرات الصحفية والابتسامات الكاذبة لرؤساء الكتل السياسية امام وسائل الاعلام حانت اللحظة المناسبة التي يمارس فيها المواطن العراقية حقه في تعديل المسار المنحرف للعملية السياسية في عراق ما بعد 2003.
منذ اسابيع خرج المواطنون العراقيون في معظم المدن العراقية بسلسلة من المظاهرات المطالبة بمحاربة الفساد الاداري، وتضامنا معهم ايضا تظاهر اخوتهم خارج العراق من اجل تحقيق ذلك الهدف، ولأننا جزء من هذا الشعب الجريح خرجنا هذا اليوم في نشاط مدني يهدف الى:
- دعم المظاهرات وتأييد لما جاء في بيان المتظاهرين الذي أعلن في مختلف مظاهرات المدن العراقية والذي يلخص معظم مطالب المتظاهرين العراقيين.
- دعم تحركات الإصلاح في العراق والضرب بيد من حديد لجميع مظاهر الفساد بكافة انواعه والوانه وطوائفه.
- مطالبة الجهات المعنية بشمول السفارات وخصوصا السفارة العراقية في هلسنكي بحملة محاربة الفساد الإداري والمالي فيها ومعاقبة المفسدين والاعتماد على معايير الكفاءة والنزاهة والمهنية.
ختاما نقول: ان هذه المظاهرة ليست الا نشاط مدني بحت قامت به مجموعة من الناشطين العراقيين المستقلين في فنلندا وآزرها كثيرون ممن شعروا بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وامنوا بدورهم في تغيير الواقع العراقي من خلال دور المواطن العراقي نفسه.
ناشطون مدنيون في فنلندا
14/8/2015 هلسنكي