رأت رئيس منظمة العفو الدولية ان خطة مصر لاقامة منطقة أمنية عازلة على امتداد حدودها مع غزة ليس حلا للتشدد المتزايد في منطقة سيناء لانها لا تتعامل مع جذور المشكلة.
وقال الامين العام لمنظمة العفو الدولية سليل شيتي “كل هذه طرق فرعية.. انت لست قادرا على التعامل مع القضية الاساسية وهي ما يحدث في قطاع غزة والكيفية التي يعامل بها الاخوان المسلمون والمعارضة الاخرى”.
وأضاف “يمكنك ان تقيم قلعة ومناطق عازلة لكنها ستعود لتلدغ”، مضيفا ان حقوق الانسان في مصر تراجعت منذ الاطاحة بالرئيس الاسبق حسني مبارك قبل ثلاث سنوات.
وبدأت مصر نقل السكان من الحدود الشهر الماضي لاقامة منطقة عازلة بطول 13.5 كيلومتر وعمق 500 متر بهدف ردع تهريب اسلحة عبر الانفاق من غزة الى متشددين متمركزين في سيناء.
جاء هذا الاجراء بعد هجومين يوم 24 تشرين الاول قتل فيهما 33 شخصا على الاقل من افراد الامن في سيناء في أسوأ حوادث العنف المعادية للدولة منذ ان عزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسي العام الماضي عقب احتجاجات حاشدة مطالبة بتنحيته.
ويقول سكان سيناء التي اهملتها الدولة لفترات طويلة انهم يعتمدون على الانفاق لتدبير معيشتهم. وتنظر السلطات المصرية الى الانفاق على انها مصدر خطر وتقوم بتدميرها بانتظام.
وقال شيتي “لا يمكنك ان تبرر ما يفعله المتشددون في سيناء لكن عليك ان تفهم لماذا يحدث هذا”، مضيفاً ان “الحكومة تلاحق الاخوان المسلمين بكل طريقة رسمية وغير رسمية ونرى تبعات ذلك في سيناء”.
وقال مسؤول من الاخوان ان أعمال عنف المتشددين تصاعدت منذ الاطاحة بمرسي. وشنت مصر حملة ضد الجماعة وسجنت الالاف من اعضائها ودمغتها بأنها منظمة ارهابية.
وتقول جماعة الاخوان المسلمين انها جماعة سلمية ونددت بالهجمات التي وقعت الشهر الماضي.
لكن أنصار بيت المقدس وهي جماعة متشددة أعلنت ولاءها لـ”الدولة الاسلامية” (داعش) صعدت هجماتها ضد جنود الشرطة والجيش في سيناء على حدود اسرائيل وغزة وأيضا في قناة السويس.
وبيّن شيتي ان سجل مصر في حقوق الانسان تراجع من سيء الى أسوأ. وأضاف “اذا سألتني منذ ثلاث سنوات هل يمكن ان يتدهور وضع حقوق الانسان عما هو عليه في عهد مبارك فانني كنت سأقول لك انه مستحيل لكن ها نحن وصلنا الى ذلك”.
واوضح شيتي انه في الشرق الاوسط ككل لم يحدث تحسن يذكر منذ بدء الانتفاضات العربية ضد الحكم في عام 2011. مبينا شيتي “لقد حدثت دورة كاملة”.