سلطت صحيفة الغارديان البريطانية أمس الاثنين، الضوء على الحرب الكلامية التي اندلعت بشكل مفاجئ بين مسؤولين رفيعي المستوى في كل من العراق والولايات المتحدة، فيما يخص الاخفاقات الأمنية الأخيرة أمام تنظيم “داعش” في محافظة الأنبار.
حيث تطرقت الصحيفة الى المكالمة الهاتفية لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن يوم أمس، مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مؤكدا تقديم الضمانات فيما يتعلق بالدعم الامريكي بعد يوم من التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها وزير الدفاع الامريكي آش كارتر، وأشعلت حرب كلام حول حقيقة النجاحات العسكرية المتوالية لـ”داعش” هذه الايام.
وذكّرت بقول وزير الدفاع الأمريكي الذي أدلى بتصريح لـCNN السبت الفائت، مفادها ان “القوات العراقية قد أظهرت ميلاً واضحاً لعدم قتال داعش، وهربت من الرمادي رغم اعدادها التي تفوق كثيراً ميليشيات داعش”.
فيما أبلغ الناطق باسم العبادي وكالة “الآسيوشيتيد پرس” بأن “كارتر استند على معلومات مظللّة تماماً”، ونقل عن العبادي قوله “يجب ان لا نحكم على الجيش برمتّه من خلال حادثة واحدة”.
وفي بيان للبيت الأبيض صدر أمس الاثنين، قال بايدن مستدركاً “يجب ان نعترف بالتضحية الجسيمة والشجاعة، التي أبدتها القوات العراقية طيلة الثمانية عشر شهرا المنصرمة في الرمادي وأماكن اخرى”.
ورحب بالقرار العراقي الأخير في إرسال قوات إضافية للتحضير لعمليات هجومية مضادة لداعش.
وعلى الرغم من ذلك، فان القوى المتنافسة والحلفاء تبادلوا الانتقادات اللاذعة والاتهامات في إلقاء مسؤولية ماحصل على الارض في الرمادي ونجاحات داعش المتوالية وسط مخاوف من احتمال إعدام المئات من الرهائن ممن تم اسرهم في المعركة الاخيرة.
ففي ايران، قال قاسم سليماني قائد قوات القدس، وهي الذراع العسكري الضارب للحرس الثوري ان “الولايات المتحدة ليس لديها الرغبة في محاربة داعش”.
وأكد سليماني بحسب الغارديان، على أن “اليوم، ليس هنالك قوة تواجه داعش، عدا الجمهوري الاسلامية في ايران، اضافة الى الامم التي تقف مع ايران وتقف ايران معها”.
وأضاف بأن “المقاتلات الحربية الامريكية لم تفعل شيئا في تقدم (داعش) نحو الرمادي، مشيرا الى أنها (اي الولايات المتحدة) كانت متواطئة ازاء تمدد الجماعات المتطرفة”.
وفي واشنطن، تعالت صيحات الاستهجان من قبل الجمهوريين على ادارة اوباما فيما يخص طبيعة سياسة هذه الادارة في تعاملها مع (داعش).
حيث استشهدت الصحيفة البريطانية بالسخرية التي أبداها السناتور الجمهوري جون ماكين، رئيس لجنة الشؤون الحربية في مجلس الشيوخ الامريكي، إزاء تصريح أوباما الذي أشار فيه الى أن تغييرات المناخ تشكل تهديدا لأمن الولايات المتحدة، حيث علق ماكين بالقول “في الوقت الذي لا نعرف فيه أين وصلت (داعش) في تقدمها هناك”.
حرب الكلام بين القوى الدولية المتعددة، سلط الضوء على الخلافات الواضحة بين الولايات المتحدة من جهة، والعراق وإيران من جهة اخرى، حول الكيفية التي يجب اتباعها في محاربة (داعش) بعد شهور من الضربات الجوية التي فشلت في إيقاف داعش عن تقدمها.