اعلن حزب النهضة الاسلامي في تونس، امس السبت، انه لن يساند ايا من المرشحين في الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية الشهر الجاري في البلاد.
وكان حزب النهضة المحسوب على جماعة الاخوان المسلمين قد رفض الدفع بمرشح من اعضاءه في الانتخابات، وكان اغلب المرشحين يخطب وده للحصول على دعم الحزب في الانتخابات.
ورغم ذلك وبعد اجتماع استغرق عددا من ساعات الليل، اعلن الحزب انه سيترك لاعضاءه حرية الاختيار بشكل شخصي.
وكانت الحملات الانتخابية للمرشحين قد بدأت الاسبوع الماضي وبعد أسبوع واحد من الانتخابات البرلمانية.
يُذكر أن الانتخابات الرئاسية هي آخر الاستحقاقات الدستورية ذات الصلة بالتحول الديمقراطي في البلاد.
وبموجب الدستور التونسي الجديد، الذي صُدق عليه في وقت سابق من العام الجاري، لم يعد الرئيس يمثل السلطة العليا والأساسية في البلاد، إذ تتركز أغلب السلطات والصلاحيات في يد رئيس الوزراء.
ومن الجدير بالذكر أن المرشح الأوفر حظا لمنصب الرئيس التونسي هو باجي السبسي، رئيس حزب نداء تونس الذي فاز بأكثرية مقاعد البرلمان متغلبا على حز ب النهضة الإسلامي.
وتستعد تونس هذا الشهر لإجراء اول انتخابات رئاسية حرة في خطوة اخيرة نحو ارساء ديمقراطية مستقرة يسعى خلالها علمانيو تونس الى تعزيز فوزهم في الانتخابات البرلمانية بينما يخشى خصومهم الاسلاميون من عودة حكم الحزب الواحد.
وستجرى الانتخابات الرئاسية في 23 نوفمبر تشرين الثاني الجاري بعد نحو شهر من فوز حزب نداء تونس العلماني بالانتخابات التشريعية بعدما حصد 85 مقعدا متقدما على حزب حركة النهضة الاسلامي الذي حل ثانيا بحصوله على 69 مقعدا.
وينطلق السياسي المخضرم الباجي قائد السبسي زعيم حزب نداء تونس بحظوظ وافرة للفوز بالانتخابات الرئاسية بعد انتصار حزبه في الانتخابات التشريعية مما أثار مخاوف خصومه من هيمنته على السلطة في البلاد وعودة حكم الحزب الواحد.
وتولى السبسي (88 عاما) منصب رئيس الوزراء بعد الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي اثر انتفاضة شعبية في 2011 قبل ان يسلم الحكم لائتلاف تقوده حركة النهضة الاسلامية وشارك فيه حزب المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل من اجل العمل والحريات.
وأسس السبسي الذي شغل عدة مناصب هامة مع كل الرؤساء السابقين حزبه الجديد (نداء تونس) قبل عامين لمنافسة النهضة التي حققت فوزا كاسحا في أول انتخابات حرة في اكتوبر تشرين الاول 2011 وساهم في الضغط على حكومتها للاستقالة العام الماضي.
وينافس السبسي في السباق نحو قصر قرطاج 26 مرشحا آخر ابرزهم الرئيس الحالي محمد منصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر أمين عام حزب التكتل من اجل العمل والحريات ورئيس المجلس الوطني التأسيسي وأحمد نجيب الشابي زعيم الحزب الجمهوري وسليم الرياحي رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر والهاشمي الحامدي زعيم تيار المحبة وحمة الهمامي عن الجبهة الشعبية.
وترشح للانتخابات الرئاسية أيضا وزراء سابقين في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي مثل كمال مرجان رئيس حزب المبادرة ومنذر الزنايدي وعبد الرحيم الزواري اضافة لشخصيات مستقلة ابرزهم رجل الأعمال محمد فريخة والقاضية كلثوم كنو وعميد المحامين السابق عبد الرزاق الكيلاني والكاتب والصحفي الصافي سعيد.
ولا يتمتع رئيس الجمهورية حسب الدستور التونسي الجديد بصلاحيات كثيرة ومن أبرز مهامه رسم السياسات العامة في مجالات الدفاع والعلاقات الخارجية والأمن القومي وحلّ مجلس نواب الشعب والمصادقة على المعاهدات.