أدّى قطع منظومة الانترنيت في ناحية البغدادي، التابعة لمحافظة الانبار والتي شهدت عمليات عسكرية طاحنة، إلى موجة استنكار واسعة.
واتهم نعيم الكعود، شيخ عشيرة البونمر، القوّات الأمنيّة بتحطيم منظومة الانترنيت.
وأكد الكعود، في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “قوات الجيش قامت بتحطيم المنظومة، ما تسبب بقطع الشبكة عن الأهالي الذين كانوا يستعينون بالأنترنت لنقل معاناتهم ومناشداتهم إلى العالم ليعرف الجميع ما يجري للأهالي هناك”.
وعاشت البغدادي، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حصاراً خانقاً من قبل تنظيم “داعش” الذي يسيطر على نحو 65 في المائة من مساحة الانبار، لكن العمليات العسكرية أدّت إلى السيطرة على الناحية، وطرد عناصر التنظيم.
واستنكر الكعود، الذي أعدم “داعش” نحو 500 فرد من عشيرته، “التصرف من قبل عناصر قوات الجيش في البغدادي”، لافتاً إلى أن قطع الانترنيت “لا يمت إلى المهنية العسكرية بصلة، خاصةً أنَّ أهالي الحي السكني الذي كان محاصراً طيلة الأيام الماضية استعانوا بشبكة الأنترنت للتواصل مع العالم الخارجي خلال الهجمات التي يشنها (داعش) على الحي في محاولة لاقتحامه فضلاً عن نقل الظروف المعيشية القاسية للأهالي في المجمع السكني”.
ويأتي اتهام عدد من وجهاء الناحية لقوات الجيش بتحطيم منظومات الأنترنت بعد يومين من اتهام شيوخ ووجهاء ومسؤولين محليين من الأنبار لقوات الجيش بالتخلي عن تأمين الحماية للحي السكني بعد أن حاول تنظيم (داعش) اقتحام الحي عبر عدد من الانتحاريين والهجمات المسلحة.
وقد بث ناشطون قبل أيام من المجمع السكني في البغدادي مقاطع صوتية لعدد من منتسبي الشرطة المحلية ومسؤولي الناحية اتهموا فيها قوات الجيش بالوقوف وراء دخول تنظيم “داعش” للمجمع السكني خلال محاولة الاقتحام التي شنها التنظيم قبل أيام وانسحاب قطعات الجيش بشكل مفاجئ دون إعطاء علم للقوات الأمنية في المجمع بحسب الناشطين.
وفسَّر الشيخ ماضي العبيدي، أحد شيوخ عشائر البغدادي، “تحطيم المنظومات الفضائية والأرضية للشبكة بانه التصرف لا يمكن عدّه إلاَّ أنَّ الجيش يحاول التعتيم على أخطاء عدد من قياداته في الناحية”.
وأكد العبيدي، في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “وسيلة التواصل الوحيدة مع العالم الخارجي بالنسبة لأهالي البغدادي هي شبكة الأنترنت في ظل انقطاع شبكات الهاتف المحمول نتيجة المعارك الدائرة في الناحية أو أطرافها”.
وطالب “الحكومة المركزية بإعادة شبكة الأنترنت إلى الناحية ومحاسبة ضباط وجنود الجيش المتسببين بهذا الخطأ الكبير”.
بدوره، قال صباح النمراوي، أحد أهالي البغدادي، أنه “تمكنت من الخروج من البغدادي بصعوبة قبل أسابيع بعد الهجوم الواسع الذي شنه (داعش) على الناحية، وكنت أتواصل مع أصدقائي وأقاربي هناك”، مستدركا “لكني فقدت الاتصال بهم في المجمع السكني ولم أعد أعرف ما الذي يجري لهم هناك”.
وأشار إلى أنه “قد علمت فيما بعد عبر عدد من الأصدقاء وشيوخ ووجهاء الناحية انَّ قوات الجيش قامت بتحطيم منظومات الأنترنت وقطع الشبكة عن الناحية ونحن نحمل قوات الجيش مسؤولية ذلك ونطالب الحكومتين المحلية والمركزية بإعادة شبكات الأنترنت إلى البغدادي كونها الوسيلة الوحيدة للتواصل مع أهلنا”.