صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

العمليات العسكرية بالأنبار تأخذ زخما هجوميا مع وصول فصائل الحشد الشعبي

أخذت العمليات العسكرية الجارية في الانبار منحى هجومياً على تنظيم ما يسمّى “الدولة الإسلامية” المعروف بـ”داعش”، بعد أن استمرت القوّات الأمنية بخسارة المدن تلو الأخرى خلال الأشهر الماضية لصالح التنظيم المتطرّف

أخذت العمليات العسكرية الجارية في الانبار منحى هجومياً على تنظيم ما يسمّى “الدولة الإسلامية” المعروف بـ”داعش”، بعد أن استمرت القوّات الأمنية بخسارة المدن تلو الأخرى خلال الأشهر الماضية لصالح التنظيم المتطرّف.

 

وانطلقت عمليّة، أمس الأربعاء، بالقرب من ناحية البغدادي لتطهير المناطق المحيطة بها، وقد أخذت زخمها من اشتراك عدد من فصائل الحشد الشعبي لأول مرة، بعد أن سيطر عليها التنظيم وبات يستلّل من خلالها إلى المدن الخارجة عن سيطرته.

 

وقال العقيد شعبان العبيدي، قائد شرطة ناحية البغدادي، إن “القوات الأمنية تمكنت من استعادة السيطرة على قرية جبة شمال شرق ناحية البغدادي غرب الأنبار”.

 

وأضاف العبيدي، في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “القوات الأمنية بمختلف صنوفها من الجيش والشرطة ومقاتلي العشائر من قبيلة العبيد في البغدادي تمكنت خلال عملية عسكرية واسعة من استعادة السيطرة على قرية جبة التابعة لناحية البغدادي والتي سيطر عليها تنظيم (داعش) قبل نحو ثلاثة أسابيع في هجوم كبير على المنطقة”.

 

يشار الى أن عددا من فصائل الحشد الشعبي وصلت امس الأول، الى الأنبار للمشاركة في عمليات تحرير المحافظة ومركزها الرمادي.

 

وأشار العبيدي إلى أن “العملية العسكرية انطلقت (الأربعاء) ضد مسلحي (داعش) في قرية جبة بمساندة الطيران الحربي للتحالف الدولي الذي تمكن من دكّ عدد من أوكار مسلحي التنظيم في المنطقة قبل بدء العملية العسكرية، الأمر الذي مهد للقوات الأمنية سهولة بدء الهجوم وتحرير القرية”.

 

وفي الرمادي، تجددت الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش والشرطة من جانب ومسلحي تنظيم “داعش” من جانب آخر في عدد من مناطق الرمادي.

 

وقال مصدر أمني في شرطة الأنبار أن “الاشتباكات كانت عنيفة واندلعت في مناطق الحوز وسط الرمادي والسجارية شرقها دون أي تقدم للطرفين في هاتين المنطقتين”.

 

وذكر المصدر، في حديث لـ”العالم الجديد” أن “القوات الأمنية نجحت منذ أيام باستعادة السيطرة على مساحات كبيرة من منطقة السجارية شرق الرمادي التي يسيطر عليها التنظيم، إلاّ أنَّ المعارك أخذت طابع الكر والفر مع مسلحي التنظيم في بعض الجيوب، مع قلة الدعم العسكري للقوات الأمنية”.

 

ووفقاً للمصدر، فإن “تعزيزات عسكرية وصلت إلى الرمادي بمختلف الأعتدة والأسلحة تمهيداً لعملية عسكرية كبيرة مرتقبة للقوات الأمنية لاستعادة السيطرة على كامل مناطق مدينة الرمادي التي يسيطر عليها تنظيم (داعش)”.

 

وتعدّ الرمادي المعقل الرئيس لحكومة الأنبار المحليّة، وحاول “داعش” اختراقها في أكثر من خمس عمليات إلا أنه فشل بذلك بعد أن واجه مقاومة عنيفة من القوات الأمنية وأبناء العشائر المساندة لها.

 

وما زالت الحكومة المحلية للانبار تبحث عن الدعم من واشنطن لتسليح العشائر، إلا أن هذا الأمر يواجه بالرفض من قبل واشنطن وحكومة بغداد الاتحادية.

 

وأعلن وفد الأنبار الذي توجه إلى واشنطن أن الولايات المتحدة اشترطت على الوفد أن توجّه الحكومة العراقية كتاباً رسمياً إلى واشنطن تبين فيه موافقتها على تقديم الدعم الأمريكي للأنبار.

 

وأشار البيان، الذي تلقت “العالم الجديد” نسخة منه، إلى أن “مجلس محافظة الأنبار بدوره وجه كتاباً رسمياً إلى الحكومة المركزية في بغداد متمثلة برئيس الوزراء حيدر العبادي طالبه فيه بموافقته على الدعم المزمع تقديمه من واشنطن للأنبار في إطار دعم القوات الأمنية ومقاتلي العشائر في المحافظة”.

 

وقال صباح كرحوت، رئيس مجلس المحافظة، إن “الوفد حقق نجاحاً كبيراً خلال زيارته للولايات المتحدة في إطار طلب الدعم العسكري للمحافظة”، لافتاً إلى أن “الوفد بانتظار موافقة رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بهذا الشأن”.

 

وأوضح كرحوت، في حديث هاتفي مع “العالم الجديد” من واشنطن، أن “الدعم الأمريكي سيتضمن التجهيز والتسليح والتدريب للقوات العراقية ومقاتلي العشائر المساندين للقوات الأمنية في حربها ضد داعش ضمن خطة وضعت لهذا الأمر ونحن بانتظار موافقة الحكومة المركزية على تقديم الدعم”.

إقرأ أيضا