صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

الموصل: لفت انتباه.. التحرير على مرحلتين (1)

  يتابع جمع من الوطنيين بحماس وتركيز مدقق منذ بدء عمليات تحرير الموصل، ما يجري…

 

يتابع جمع من الوطنيين بحماس وتركيز مدقق منذ بدء عمليات تحرير الموصل، ما يجري على الارض عسكريا وسياسيا، وبالاخص اعلاميا. ولا يخلو جهدهم أحيانا من رغبة، او ميل لعرض تقديرات، او توقعات، تتعلق بمستقبل الموصل، واذا كانت ستعود عراقية أم كاقليم تحت الوصاية الكردية التركية المبطنة.

 

وربما كان مثل هذا البحث ضروريا، وانه يصبح اكثر واكثر وبظل الاحتدام الاعلامي النفطي المعادي، واجبا، بالأخص على صعيد التعبئة الوطنية في جانبها السياسي والنفسي، فالمعركة القادمة على الارجح، وحسب ماهو معاين من توازنات القوى، لن تكون قاسيه، او طويلة من الناحية العسكرية، والغالب ان “داعش” ستلجأ الى الفرار، وتفضله، لانها تخوض في الموصل معركة بلا افق ولاضهير، وخاسرة منذ ان تبدأ.

 

هذا مع العلم ان خسارة “داعش” الاستراتيجية ستكون كبيرة وقاصمة هنا، فالعراق بعد هذه الخسارة سيكون محرما على التنظيم الاجرامي المذكور، ووضعه في سوريا يتراجع، ومساحة حضوره في تقلص مستمر، وكل هذا ينعكس سلبا على موارده وقدرته على استقبال المقاتلين، و على معداته القتالية. ذلك مع العلم ان التوضع في الصحراء، لم يعد خيارا ممكنا او ملائما الاكملاذ اختبائي اكراهي، بعد ان كان في فترات البداية ملاذا انتشاريا مؤقتا، او نقطة وثوب، لم تعد ممكنة، بعد ان تكشفت كل وسائل التنظيم الارهابي وتكتيكاته، كما تقلصت قدراته اثر الهزائم التي لحقت وتلحق به.

 

سياسيا ورغم التهويلات والايحاء بالمشاريع، لن يكون للبرزاني اي موطيئ قدم في الموصل على المدى القريب، وهو مكشوف وقابل للابتزاز في كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها، وحتى داخل كردستان، هو الان يحاول التعلق باذيال تركيا وامريكا، لكن الولايات المتحدة سبق برغم الغموض الذي تحرص على الايحاء به، ان حسمت امرها، وفي المفاضلة بين العبادي والبارزاني، فانها تختار لابل اختارت نهائيا وبشكل قاطع، العبادي، اي مجمل العملية السياسية المحسنة.

 

تركيا دولة المزاح الثقيل، تمارس كما هي صورة وطبيعة اردوغان/ مرفوقا بكل ثقل دم الاخوان المسلمين في السياسة، محاولات اثبات وجود تنقصها المداخل المؤثرة، والكل يستفيدون من تشتت وتمزق الهيئة الاجتماعية الفسيفسائية التي هزتها “دعش” وزادتها تفتيتا، وتلاعبت بتوازناتها الدقيقة، مايجعل امام عودة الموصل وطنيا، مهمة ترميم اجتماعية سوف تستغرق وقتا، وهذا احد العوامل الذي قد يطبيل حتى بعد حسم المعركة عسكريا، امد الحل السياسي المجتمعي وتبعا لذلك المناورات السياسية غير الفعالة.

 

عليه فان حالة الموصل ستكون على الارجح معركة بمرحلتين، الاولى عسكرية، والثانية سياسية مجتمعية اعلامية، والثانية قد تطول، وقد تعرف الكثير من المناورات والتجاذبات، سيكون على الوطنية العراقية، ان تحضر خلالها ليس في وجهها العسكري، بل السياسي الاعلامي المجتمعي الذي لاتنفع معه الجيوش والحشود لوحدها.. تحرير الموصل سيتم، وستعود الى العراق على لحظتين، قد يكونان في الغالب من اخطر الاختبارات في تاريخ الوطنية العراقية,

 

 

يتبع..

 

إقرأ أيضا