استمر بوينير الناطق باسم البيت الأبيض بتوجيه انتقاداته اللاذعة للرئيس أوباما حول الحرب ضد (داعش)، مبديا تذمره من عدم وجود استراتيجية في الوقت الراهن لـ”وقف تمدد هذا الوباء الكريه”.
في الوقت الذي دعا فيه بوينير، الرئيس اوباما لسحب مسودة مشروعه الذي يطالب فيه بمنحه تفويضا لاستخدام مزيد من القوات الحربية، عاد ثانية ليرفض توجيه البيت الأبيض في تقديم استراتيجيته الجديدة في محاربة (داعش).
ويقول المسؤول الأميركي الرفيع في تصريحات لقناة أي بي سي الاميركية الشهيرة، تابعتها “العالم الجديد” أمس الأربعاء، بأن “لدينا الان قائدا واحدا يتصدر المسؤولية، انه رئيس الولايات المتحدة، والذي لا يمتلك اي استراتيجية، كما اعترف هو نفسه بذلك، وما لديه لا يرقى الى استراتيجية متكاملة لمحاربة “داعش” والمجموعات الإرهابية الأخرى التي نواجهها في الشرق الأوسط”.
بوينير، (وهو جمهوري عن ولاية أوهايو)، وخلال مؤتمره الجديد الذي عقده صباح أمس الأربعاء، في مبنى الكابيتول الخاص بالكونغرس، يقول “وكما ناشدت أنا، على الرئيس (أوباما) أن يسحب مقترحه الخاص بإعطائه الصلاحية لاستعمال قليل من القوات الحربية على الارض، والذي أرسله هنا الى الكونغرس، ما يعني وضع المشروع تحت طائلة القانون ليكتسب بعضا من الجدية”.
ويستبعد بوينير فكرة إرسال قوات قتالية لدعم العراق، بالقول، إن “هذه الفكرة برمتها في إرسال 100 ألف جندي على الارض، هي مجرد هراء، وذلك ما لا يدعو له أحد منّا”.
لكن من الواضح بأن مهمة تدريب القوات العراقية وحدها غير كافية تماماً في إيقاف تمدد “داعش”، ونحتاج للمزيد من العمل على الارض، ونحن او حلفاؤنا نحتاج لأن نلعب دورا أكبر وأقوى في هذه المهمة، على حد قول بوينير.
ويتساءل “ما هي الاستراتيجية المتكاملة التي ستقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بتبنيها للذهاب الى هناك، وإيقاف انتشار هذا الوباء الكريه”.
ويشدّد بوينير على عدم صلاحية مسودة أوباما الحالية في حرب “داعش”، مطالبا بتنحيتها جانبا، وصياغة استراتيجية جديدة ناجحة، كما يقول “إنك لا تمتلك استراتيجية، وعليه ليس بإمكانك الحصول على التخويل الرسمي في استعمال قوات حربية، لأنك لا تعلم ماهي إستراتيجيتك اصلاً”.
ويضيف “يوجد هنالك” نقاش “حول كيفية تحريك” مسودة “اوباما المقدمة الى البيت الأبيض، لكنه يردف ان “من الصعب فعل ذلك عندما يعجز الرئيس من تحديد استراتيجية يمكن لها النجاح”.
ورداً على اعلان البيت الأبيض إرسال المزيد من المستشارين العسكريين الى العراق للمساعدة في تدريب القوات العراقية، يشير الى أن “الخطوة هي على الطريق الصحيح، مع ذلك، سوف لن تكون كافية في احداث التغيير على الارض في العراق وسوريا”.
ويؤيد بوينير “الخطوة التكتيكية التي اتخذها الرئيس”، لكنه يتساءل “أين ذلك من الاستراتيجية المتكاملة للتعامل مع المخاطر القادمة، وداعش، ونفوذ ايران، والمجموعات المرتبطة بكل ذلك؟ في اشارة الى الحشد الشعبي.