سيسعى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الى تعزيز التعاون بين دول جنوب اسيا ازاء النفوذ المتزايد للصين وذلك خلال القمة الاقليمية الاولى التي يشارك فيها، الا ان التوتر مع باكستان يمكن ان يحول دون تحقيق اي تقدم.
وتاتي قمة رابطة دول جنوب اسيا للتعاون الاقليمي التي تضم ثماني دول وستعقد في كاتماندو (النيبال) بينما تشهد كشمير اسوا اعمال عنف منذ عشر سنوات تقريبا وبينما تستعد القوات القتالية لحلف شمال الاطلسي لمغادرة افغانستان.
ومنذ توليه منصبه اثر فوز كاسح في الانتخابات التشريعية في ايار/مايو، يحاول مودي استمالة الدول المجاورة من خلال تجديد الامل باعادة التعاون بين هذه الدول.
واعتبرت مؤسسة “بروكينغز انستيتيوشن” الاميركية ان مودي “سعى بجد لاثارة امل جديد لمستقبل رابطة دول جنوب اسيا للتعاون الاقليمي”، وذلك على الرغم من نتائج غير مشجعة في القمم السابقة اعطت الانطباع بانها “الاقل جدية” بين المنظمات الدولية.
الا ان الامل بتحقيق انطلاقة جديدة تراجع في الاسابيع الماضية، بسبب “التصعيد على طول الحدود بين الهند وباكستان والذي تخطى المناوشات اليومية التي تطرا دائما في هذه المنطقة، بحسب “بروكينغز انستيتيوشن”.
وعندما دعا مودي قادة دول المنطقة ومن بينهم نظيره الباكستاني نواز شريف لحضور مراسم تنصيبه، اثار امالا بتحسن التعاون الاقليمي.
الا ان الهند الغت بعد ذلك محادثات مع باكستان لان موفد اسلام اباد التقى انفصاليين من كشمير في نيودلهي.
وبعد ذلك تتالت اعمال العنف على الحدود بين البلدين في منطقة يطالب بها الجانبان ويتبادلان الاتهام بالمسؤولية حول سقوط ضحايا من المدنيين.
وشدد مودي لهجته خلال اعمال العنف الاخيرة، بالمقارنة مع الحكومة الهندية السابقة وحذر اسلام اباد بان “الزمن تغير وان العادات السابقة لم يعد من الممكن السكوت عنها”.
في المقابل، سعى مودي الى التقرب من دول جنوب اسيا الاخرى اذ اعتبر انها تعرضت للاهمال في السابق وهو ما استفادت منه الصين. وجددت بكين وعودا بالاستثمار في سريلانكا وجزر المالديف والنيبال بينما عمدت الى التقرب سياسيا من باكستان.
وقام مودي بزيارة بوتان والنيبال منذ مطلع ايار/مايو “لارساء اسس تعاون اقوى واكبر حجما”، بحسب “بروكينغز انستيتيوشن”.
الا ان الخبراء يرون ان الشرط الاساسي لتحقيق نجاح في القمة يكمن في التعاون بين نيودلهي واسلام اباد اللتين خاضتا ثلاث حروب منذ الاستقلال اثنين منهما في كشمير.
والجهود من اجل الحد من التوتر معقدة بسبب القلق حول افغانستان مع رحيل القوات الاجنبية بعد انتشارها منذ عشر سنوات.
وتعتبر الهند المستثمر الرئيسي للمنطقة في افغانستان ويفترض ان يلتقي مودي مع الرئيس الافغاني الجديد اشرف غني خلال القمة على امل تعزيز وجود نيودلهي في بلد تعتبره باكستان بمثابة قاعدته الخلفية.
ولم يتم اعلان اي برنامج رسمي للقمة التي ستنتهي الخميس الا ان وزارة خارجية النيبال اعلنت ان مكافحة الفقر والصحة العامة والزراعة والسياحة والتجارة الحدودية كلها مدرجة على جدول الاعمال.
كما يفترض ان تطرح المسائل الامنية بعد ان اعلن تنظيم القاعدة مؤخرا اقامة فرع جديد في جنوب اسيا.