رافق التلفزيون الفنلندي شبه الرسمي “Yle” احد اللاجئين العراقيين العائدين الى البلاد مؤخرا، وكتب تقريرا مطولا عن عودته الى حيه الفقير في مدينة الصدر (الثورة سابقا) احدى ضواحي العاصمة بغداد.
صلاح جمال البالغ من العمر 36 عاما الذي وصل الى فنلندا في 28 آب الماضي وعاد الى العراق بسبب حاجة اسرته له، ذكر للتلفزيون الفنلندي انه عرف الطريق جيدا يبدا من تركيا وينتهي الى فنلندا، وأنه في الصيف المقبل سيكرر التجربة برفقة عائلته، فالمهربون موجودون طالما وجد المال.
مراسل التلفزيون الصحفي الفنلندي توم كانكونن، الذي اظهر صلاح في بيئة ثلجية قطبية في مدينة كيركونومي الواقعة جنوبي فنلندا يتوقف ايضا مطوّلا مع الحياة في مدينة الصدر، ويذكر ان سكانها من الشيعة وانهم مستهدفون من قبل الارهاب، حيث استهدفت تلك المنطقة بعدد كبير من السيارات المفخخة وهي احد معاقل المجموعة المسلحة التي قاتلت الامريكان (جيش المهدي).
الصحفي “كانكونن” الذي رافق صلاح جمال في عودته للعراق يكتب ان “صلاح رغم انه ليس من الاقلية السنية التي قد تستهدف، الا ان المنطقة التي ينتمي اليها تضم كثيرا من العراقيين الشيعة الفقراء والمستهدفين ايضا من الارهاب”، منوّها الى أن “المنطقة تضم اكواما من النفايات، وتوجد في كل زاوية مولدات كهرباء تسمع ضجيجها عاليا.. لذلك فان صلاح الذي وغيره يبحثون عن حياة افضل يفضلون الهجرة”.
ويشير الى أن “صلاح لا يمتلك بيتا، بل هو يستأجر مسكنا متواضعا يسكن فيه مع زوجته وثلاثة اطفال، لكن صلاح كبقية العراقيين رغم بساطة حياته الا أنه مضياف”.
صلاح قال للتلفزيون الفنلندي “هنا في بغداد لا توجد حياة، ليس هناك مستقبل لذلك فالجميع يريد الخروج، خصوصا بعد تراجع الوضع الاقتصادي، لذلك سأعود في الصيف المقبل الى فنلندا مرة اخرى واخذ عائلتي معي، لان فنلندا تبت بقرارات اللجوء بشكل اسرع، سأبيع ما املك واعود مجددا”.
وعلى الرغم من أن التقرير صنف المنطقة التي يسكن فيها صلاح على أنها غير مناسبة لتجوال الاجانب دون حراسة، الا أن “توم كانكونن” قام بجولة فيها، ويستطرد (الصحفي الفنلندي)، قائلا “وبعد مدة ليست بالطويلة، ذكر المرشد الذي يرافقنا ان هناك ربما من يتعقبنا، لذلك من الافضل ان نترك المكان، الناس طيبون ويقتربون منا بكل ود، لكن هناك اشرارا ربما يستهدفون القادمين من البلدان الغربية.
ولمشاهدة التقرير كاملا مع الصور والفيديو من موقع التلفزيون الفنلندي انقر (هنا) .