من المؤمل ان يعقد مجلس الامن الدولي، بعد غدٍ الثلاثاء، اجتماعاً بمقر الامم المتحدة في نيويورك، للاستماع الى تقارير الامين العام للامم المتحدة بشأن أنشطة الأمم المتحدة في العراق، وعرضا للاوضاع في البلد المضطرب.
وسيقدم بان كي مون بحضور ممثله الخاص نيكولاي ميلادينوف، تقريرين عن العراق، الاول بخصوص مجمل الاوضاع السياسية والانسانية والامنية على مدى 3 اشهر، عملاً بالفقرة (6) من قرار مجلس الامن (2169) الصادر العام الجاري، ويغطي التقرير الفترة التي لحقت تقديم تقرير السابق في 11 تموز الماضي ولغاية منتصف تشرين الاول المنصرم، فيما كان التقرير الثاني عن المتعلقات الكويتية في العراق من مفقودين وارشيف وطني، عملاً بالفقرة (4) من قرار مجلس الأمن (2107) الصادر العام 2013.
وحصلت “العالم الجديد” على نص التقريرين، باللغتين العربية والانكليزية.
ويستعرض بان كي مون، بتقرير الخاص باوضاع العراق، والذي يقع في 23 صفحة من القطع الكبير، ابرز الاحداث والتطورات وموقف الامم المتحدة منها، فضلا عن احصاءات بشأن اعمال العنف واللاجئين، مرحباً بالتطورات السياسية، من تشكيل الحكومة والتوصل الى اتفاقات مع اقليم كردستان.
ويكشف بان كي مون في تقريره العراقي، عن مقتل 3677 مدنياً، واصابة 1866 اخرين بجروح، في الفترة بين 11 تموز الماضي حتى 13 تشرين الاول المنصرم، جراء اعمال العنف والارهاب، مشيراً الى ان المحافظات الاكثر تضرراً كانت بغداد ونينوى وصلاح الدين وديالى وبابل وكركوك.
ولفت الى ان العاصمة بغداد، شهدت “عودة قوية لحالات القتل الفردي والتصفية الجسدية”، منوهاً انه خلال 3 اشهر بدءاً من 11 تموز الماضي، بلغ عدد الجثث المجهولة التي عثر عليها في بغداد 117 جثة.
وبيّن بان كي مون، انه خلال الاشهر الثلاث الماضية، وبدءاً من مطلع تموز الماضي ولغاية 15 ايلول 2014، سجلت فرق الامم المتحدة المعنية بالاطفال والنزاع المسلح، تقارير عن وقوع 239 ضحية، بواقع 42 فتاة، و80 من الفتيان، و117 لم يعرف جنسهم.
ونوّه الى ان 135 طفلاً قتلوا، بينهم 22 فتاة، و45 فتى، و68 لم يعرف جنسهم، فيما اصيب 104 بجروح، بينهم 20 فتاة، و35 فتى، و49 لم يعرف جنسهم.
وعزا بان كي مون، مقتل العدد الكبير من الاطفال الى “القصف العشوائي والهجمات المفخخة”، فيما اتهم كلاً من تنظيم ما يُعرف بـ”الدولة الاسلامية” (داعش) وما وصفها بـ”الميليشيات التابعة للحكومة” في مناطق النزاع بالعمل على “تجنيد الاطفال” ما احدث زيادة في ذلك.
وحدد الامين العام للام المتحدة، عدد المختطفين من النساء والاطفال على يد ما يُعرف بـ”الدولة الاسلامية” (داعش)، في مدينة الموصل المحتلة بـ2500 امراة وطفل، اغلبهم من الايزيديين.
وعلى الرغم من اعتراف بان كي مون، بالزيادة المضطرة لاعداد الضحايا في العراق، نتيجة التصرفات الوحشية لتنظيم (داعش)، فأنه اعرب عن “القلق الشديد” ازاء استمرار العراق بعمليات اعدام المدانين بقضايا ارهاب.
وحمّل الحكومة العراقية “عدم مراعاة القوانين النافذة”، فيما اتهم “الجهاز القضائي” في العراق بـ”عدم احترام معايير المحاكمة العادلة”، ما يخص “الاشخاص المعتقلين والمحتجزين بموجب قانون مكافحة الارهاب (رقم 13 لسنة 2005)”.
وبحسب بان كي مون، فأن العراق نفذ “60 عملية اعدام منذ بداية العام 2014″، من بينهم “اربعة رجال ادينوا في 16 تموز (الماضي) وفقا لقانون مكافحة الارهاب”، وعاب على الحكومة العراقية “تجاهل” نداءاته ونداءات مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان، بـ”الضرورة الامتثال الى لقرار الجمعية العامة بخصوص عقوبة الاعدام”.
وعلى الصعيد الانساني، ذكر الامين العام للامم المتحدة، ان “اعمال العنف شردت ما يقرب من 1.8 مليون عراقي منذ بداية 2014″، مضيفا “في آب وحده شرد 600 الف مدني”.
وأفاد في تقريره ان “النازحين يتوزعون في 1800 موقع بجميع انحاء العراق”، متابعاً “يقيم في كردستان العراق 850 الف نازح عراقي، وفي دهوك لوحدها نصف مليون منهم”، فيما “يقيم 170 الف من النازحين في المحافظات الجنوبية، وتحديدا في البصرة والنجف وكربلاء”، منوهاً الى ان “هناك 760 الف نازح، يصعب الوصول اليهم بسبب سيطرة (داعش) على الحزام الاوسط من العراق”.
وبشأن اللاجئين السوريين، ذكر بان كي مون، ان اقليك كردستان العراق يستضيف معظمهم، مبينا ان عددهم يصل الى 220858 الف لاجئ.
تقرير الامين العام للامم المتحدة الخاص بوضع العراق
تقرير الامين العام للامم المتحدة الخاص بمتعلقات الكويت لدى العراق