صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

بعد شهر من الازمة الخليجية هذه ابرز اسلحة المواجهة

  منذ ان عقدت قمة الرياض التي حضرها الرئيس الامريكي دونالد ترامب للفترة 20-21 من ايار الماضي والازمة الخليجية تتصاعد بشكل جنوني بين قطر من جهة والسعودية، الامارات والبحرين من جهة اخرى خصوصا بعد ان اعلنت الدول الخليجية الثلاث مقاطعتها لقطر وطرد الرعايا القطريين من اراضيها يوم 5 حزيران الجاري

 

منذ ان عقدت قمة الرياض التي حضرها الرئيس الامريكي دونالد ترامب للفترة 20-21 من ايار الماضي والازمة الخليجية تتصاعد بشكل جنوني بين قطر من جهة والسعودية، الامارات والبحرين من جهة اخرى خصوصا بعد ان اعلنت الدول الخليجية الثلاث مقاطعتها لقطر وطرد الرعايا القطريين من اراضيها يوم 5 حزيران الجاري. نعم قد لا يكون شهر من الزمن كافيا لكشف جميع الاوراق، لكن المنظومات الاعلامية الكبرى التي يمتلكها كل طرف كافية لازالة الغطاء عن الكثير من القضايا المثيرة للجدل والتي تقف بلدان خليجية ورائها بشكل او بآخر. الازمة التي بدأت بتصعيد اعلامي، ثم سياسي ثم مقاطعة قطر لا تقف عن هذا الحد وكل خياراتها مفتوحة حتى الان.

الازمة الخليجية الحادة اظهرت اسلحة مختلفة يمكن للبلدان الخليجية استخدامها ضد اي طرف لا يروق لها.. حتى وان كان “شقيقا”، ومن حسن وسوء حظ كل الاطراف ان هناك من السلبيات ما يسمح لكل طرف بتوظيفها ضد الطرف الاخر.

الخليجيون استثمروا نفوذهم ضد بعضهم في المؤسسات الدولية المختلفة وليست السياسية فقط. كل منهم اعتبر تلك اللحظة هي لحظة قطف الثمار بعد الدعم المالي الكبير الذي تقدمه البلدان الخليجية لتلك المنظمات، ناهيك عن ان بعض الشخصيات الخليجية تتبوأ مناصب مهمة في بعض المنظمات الدولية.

مضافا لما تقدم استخدمت البلدان الخليجية ايضا اسلحة التسريبات، القطريون ساهموا بتسريبات المراسلات التي كان يديرها السفير الاماراتي في امريكا مع مختلف الاطراف بهدف التاثير في القرار الامريكي حول جملة من القضايا من بينها عزل قطر. اما الطرف الاخر فقام بتسريب مكالمات لجهات قطرية مع معمر القذافي عن استهداف السعودية او حتى مع جهات بحرينية معارضة. كل طرف استطاع وضع يده على اوراق تسمح له باحراج الطرف الاخر.

الاستثمار الخليجي الاكبر في العقدين الاخيرين كان في وسائل الاعلام، ولذلك انقسمت هذه الجيوش الاعلامية المعلنة بمنظوماتها المختلفة بين فريقين، اعلاميون ونخب انساقوا مع قطر واخرون انسجموا مع السعودية والامارات. ان تلك الازمة فرزت الخنادق وكشفت هوية الكثير من وسائل الاعلام في موسم سقوط الاقنعة.  وليس بعيدا عن وسائل الاعلام ساهمت جيوش من الاتباع السياسيين، المثقفين والفنانين لكل طرف بدلوها في ذلك، وعلى الجميع ان يقول كلمته بعد فرز الخنادق، لسان حال كل خندق خليجي لاتباعه اما ان تكون معنا او مع الطرف الاخر فليس ثمة منطقة في الوسط.

واضافة لجميع ما تمت الاشارة اليه لم تتوان البلدان الخليجية عن توظيف اسلحة الجيوش الالكترونية، للتأييد، التحشيد الاعلامي، مهاجمة الطرف الاخر وحتى الاضرار بمنظومات الخصم من خلال الاختراق او تعطيل الخدمات الاعلامية لوسائل الاعلام عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

شهر من الزمن جعل البلدان الخليجية تبصق الى السماء، شهر كشف المستور بالنسبة للكثير من الخليجيين الذين لا يصدقون غير وسائل اعلامهم. شهر انهارت فيه المنظومة الخليجية وكشفت نفسها للجميع، شهر اكسب امريكا مئات المليارات من الدولارات من السعودية وربما شهر اخر يكسب امريكا مزيدا من الاموال.

 

إقرأ أيضا